كشف جمال بن عبد السلام، الأمين العام السابق لحركة الإصلاح الوطني، أن الخط السياسي للحركة تغير كلية بعد اعتلاء حملاوي عكوشي سدة القيادة، وهذا ما جعله يستقيل من الحزب معلنا عن إتمامه إجراءات تأسيس حزب جديد ذو توجه وطني سيخرج للنور السنة المقبلة. قال بن عبد السلام الرجل الأول في حركة الإصلاح سابقا في تصريح ل “السلام” أمس، أن أسباب قراره الخروج من الحركة نهائيا وإعلانه عن الدخول في المعترك السياسي بتشكيلة حزبية جديدة، جاء بعد إدراكه أن الخط السياسي لحركة الإصلاح الوطني قد تم تغييره مباشرة بعد انتخاب حملاوي عكوشي أمينا عاما خلفا له، وأضاف أن هذا الأخير من ورائه جماعة الأمين العام الأسبق جهيد يونسي الذي يملي عليه التعليمات على حد قول محدثنا، وقد اختلف بن عبد السلام مع يونسي في وجهات النظر حول تسيير الحزب وهو ما جعله يغادر الحركة ليكون ثالث قيادي يرحل عن الحزب بعد محمد بولحية وجاب الله المؤسس للحركة. وتبين من خلال استقالة أكبر الانقلابيين على جاب الله، أن الصراع الداخلي في بيت حركة الإصلاح الوطني لازال على أشده، وقد احتدم هذا الخلاف بعد إعلان الشيخ جاب الله تأسيس حزبه الإسلامي الجديد “جبهة العدالة والتنمية”، وما نجم عنه من حج للإطارات نحو بيت شيخ الحركتين المولود حديثا، وبرر بن عبد السلام سبب هجرة هؤلاء إلى الوجهة السياسية الجديدة للشيخ، بكون ما انتهجه عكوشي ويونسي والموالون لهم لم يخدم الحركة مما غير نهجها سياسيا. وعن حزبه الجديد الذي أعلن عن تأسيسه مستقبلا، قال محدثنا إن الفكرة عرفت مرحلة متقدمة من حيث الإجراءات العملية، وفي هذا الباب، كشف بن عبد السلام، أنه حضر كل الوثائق الضرورية وكذا الأعضاء المؤسسين، حيث يوجد من بينهم إطارات من حركة الإصلاح ووجوه جديدة لم تكن منتمية للحزب المذكور، في نفس السياق، قال المتحدث أن المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد سيكون في خضون سنة 2012 المقبلة. تجدر الإشارة إلى كون بن عبد السلام جمال قد قاد سنة 2004 حركة انقلابية على جاب الله وأطاح به من على عرش الإصلاح، وتولى هو كرسي القيادة لفترة دامت إلى غاية انعقاد المؤتمر التأسيسي سنة 2007، وأفرز المؤتمر عن بروز جهيد يونسي أمينا عاما جديدا قاد الحركة في الرئاسيات سنة 2009 ثم خلفه محمد بولحية الذي سرعان ما أطيح به هو الآخر، ليظهر حملاوي عكوشي كقيادي يحمل نفس أفكار يونسي، هذا الأخير تسبب بسياسته في فرار إطارات من الحركة نحو وجهة جديدة على حد قول بن عبد السلام.