نحن ضد سياسية الكرسي الشاغر قال الأمين العام الجديد لحركة الإصلاح الوطني حملاوي عكوشي أمس، بأن الإصلاح تنتظر من السلطات العمومية الإفراج عن خلاصة اللقاءات التي تمت مع مختلف الفعاليات الوطنية في إطار المشاورات السياسية التي أطلقها رئيس الجمهورية، مضيفا أن نتيجة تلك اللقاءات يجب أن تفضي إلى إبرام عقد اجتماعي جديد، وأن تكون في مستوى طموحات الجزائريين وتاريخهم. وفي تصريح للنصرعلى هامش لقاء تنظيمي جهوي للمكاتب الولائية لشرق البلاد تم تنظيمه بقسنطينة لتقييم عمل الحركة ورسم خطة مستقبلية لتحضير الاستحقاقات المقبلة، أوضح عكوشي أنه تم خلال المشاورات السياسية التي شاركت فيها الإصلاح تقديم مذكرة للسلطات تتضمن مقترحات ونظرة الحركة حول عديد المواضيع منها عمل السلطة التشريعية وفصل السلطات والانتخابات والإعلام، مشيرا إلى أنها نفس الأفكار التي تم تقديمها قبل ذلك في مذكرة ل"التحالف الوطني للتغيير". المتحدث أكد أن حركة الإصلاح كانت تريد من هذه المشاورات أن تشكّل "حوارا عميقا" وليس مجرد استشارات، محذّرا في ذات السياق من انفجار الوضع الاجتماعي نظرا "لعدم الصدق" في معاجلة المشاكل اليومية التي يعانيها المواطن كما قال ومنها السكن و الشغل والعدالة. و أضاف في لقائه برؤساء المكاتب الولائية للولايات الشرق، أن حركة الإصلاح تريد المشاركة بقوة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لكنها ضد سياسية "الكرسي الشاغر"، واعتبر أن على الإعلام أن يكون شفافا ويعمل على كشف الحقيقة ليكون في خدمة المواطن، كما انتقد أداء قنوات التلفزيون الوطني مؤكدا أن الإعلام الأجنبي هو الذي أصبح يشكّل عقليات الجزائريين. وفيما يتعلق بتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية، قال أن الإصلاح تقبل بمبدأ تخصيص "كوطة" للمرأة حتى لا تهدر حقوقها. من جهة أخرى انتقد الأمين العام الجديد للإصلاح مواقف المسؤولين الفرنسيين المتتالية وآخرها تصريحات فرانسوا كوبي أمين عام حزب "الحركة الشعبية" ذو الأغلبية في فرنسا، والذي دعا الجزائريين خلال زيارته الأخيرة إلى تجاوز فكرة طلب الاعتذار والتعويض من فرنسا، وشدّد المتحدث أنه لا يحق لفرنسا "أن تأمر أو تنصح" الجزائريين بنسيان ماضيهم، مؤكدا الإصرار على مطلب الاعتراف بالجرائم المقترفة خلال الاحتلال، معتبرا أنه لا يجوز لكوبي أن يطالب من الجزائر تجاوز الذاكرة، "وأن ننسى جرائم فرنسا في حفلة حول مائدة من الحلويات"، كما قال أنه "لا يمكن التفاهم مع فرنسا ولن تتحسن العلاقات معها دون اعتذار وتعويض".وفي الأخير اعتبر المتحدث أن الأحداث التي تشهدها العديد من الدول العربية هي نتاج داخلي لا علاقة له بأيادي خارجية، غير أنه أكد في المقابل أن بعض الأطراف الأجنبية وعلى رأسها فرنسا، تحاول استغلال الأوضاع للاستفادة منها وخدمة مصالحها. يشار إلى أنه تم تنصيب حملاوي عكوشي، أمينا عاما للإصلاح لسنة قابلة للتجديد خلفا لجمال بن عبد السلام في ماي الماضي من طرف مجلس الشورى الوطني، وقد أكد حينها على تكريس مبدأ التداول على المناصب مشيدا في الوقت ذاته بالجهود التي بذلها الأمينان العامان السابقان للإصلاح في سبيل تدعيم مواقف الحركة خلال السنوات الأخيرة.