عوّمت تنسيقيات وتحالفات وأقطاب ظهرت قبيل الرئاسيات الأخيرة الساحة السياسية، وأضعفت جبهة المعارضة، بعدما تخلت عن خيار التوحد الشامل، حرصا على الزعامة واتجهت إلى لملمة وحشد أحزاب وشخصيات من المقربين لتبني ودعم ما تنادي به تحت راية المرحلة الانتقالية وضرورة التغيير. قال لخضر بن خلاف، رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية المنضوية تحت لواء تنسيقية الأحزاب المقاطعة التي غيرت اسمها بعد الرئاسيات إلى التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي في تصريح ل "السلام"، ما يفيد أن الاسلاميين لا يثقون فيها، وقال "خرجت علينا تنسيقيات وأقطاب جديدة على غرار قطب قوى التغيير، والتحالف من أجل التغيير، كان حريا بالذين أسسوها إقتداء بنهجنا التفكير في الإلتفاف حول تنسيقية أو قالب واحد، بدل هذا التجاذب الذي لا يخدم البلاد والمواطن عامة، ويضر بالمعارضة بصفة خاصة". وأرجع محدثنا سبب غياب الرؤى والمواقف الموحدة في هذا الشأن إلى مشكل الزعامة لدى شخصيات وأحزاب معينة، وقال "الكل يقول فولي طيّاب"، وإستدل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جاب الله في حديثه بعلي بن فليس الذي قال "دعوناه لشخصه نحن أعضاء التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي للانضمام إلينا، فإذا به يأتينا بقطب جديد تسير تحت كنفه عدد من الأحزاب"، موضحا "أن ما يحدث هو واقع معاش تعودنا عليه، ويجب أن نتعايش معه، وسنحاول التنسيق قدر الإمكان"، وقال "فتحنا الحوار مع من ساروا قبل الرئاسيات عكس ما نادينا به وقرروا المشاركة في إستحقاق 17 أفريل، في وقت نادينا نحن بمقاطعته كتنسيقة الأحزاب المقاطعة لا يعني بالضرورة وجود صراعات، نحن تجاوزنا هذا الأمر ونركز حاليا على مستقبل الجزائر ما بعد العهدة الرابعة". واستغرب سعيد بوحجة، المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، الظهور المفاجئ والسريع لتنسيقيات وأقطاب وتحالفات انتشرت كالفطريات، على حد تعبير محدثنا، الذي قزم دورها وقال "ما عسى المنادين بالمرحلة الانتقالية أن يفعلوا بعدما قال الشعب كلمته في الرئاسيات، هم في موقف ضعف". ودعاهم إلى التعقّل وتفادي ما وصفه ب "محاولة الوقوف ضد إرادة الأغلبية"، وأضاف بوحجة "بعيدا عن هذه التنسيقيات والأقطاب كان بإمكان مؤسسيها والداعمين لها من شخصيات وأحزاب أن تعرب عن مواقفها وآرائها بكل حرية في إطار التشاور المفتوح مع الحكومة". وهو ما ذهبت إليه نوارة جعفر، المتحدثة باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي عندما أوضحت أن نشاط هذه التنسيقيات والأقطاب "لا يتعدى أن يكون مجرد حراك سياسي عادي عقب نتائج الرئاسيات لا غير"، وأضافت "حريا بها أن تقتنع بالأمر الواقع وتعترف بقواعد اللعبة السياسية الديمقراطية التي أفرزت خسارتها وفوز أصوت الأغلبية من الشعب".