إرتفع عدد الجهاديين الأوربيين من 2000 شهر جوان المنصرم إلى حوالي 3000 فردا نهاية الشهر الجاري تمركز جلهم في سورياوالعراق مؤخرا بهدف القتال، قادمين من فرنساوبريطانياوألمانياوبلجيكا، إلى جانب هولندا والسويد والدنمارك، واسبانيا وايطاليا وايرلندا وحتى النمسا. وبرر جيل كيرشوف المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب هذا الارتفاع بتقدم تنظيم الدولة الإسلامية وتوسعها في العالم بعد الحرب في ليبيا وتوالي إعلان الخلافة في المناطق التي سيطر عليها، غير مستبعد إرتفاع العدد في المستقبل القريب "ما سيشكل خطرا كبيرا على الدول الأوروبية التي ينتمي إليها هؤلاء الجهاديين". في المقابل يبقى فيه الجهد والدور الأوروبي ضعيفين في سياق الحرب ضد تنظيم داعش واقتصرت مبادرات دول في مقدمتها فرنساوبريطانيا على مهمات استطلاعية، وأخرى خاصة بجمع وبلورة معلومات عن طبيعة التنظيم وحراك فصائله وخارطة إنتشارها مؤخرا، علما أن كلا من الدولتين من أبرز الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة الأميركية، في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" وكانتا من أوائل الدول التي سارعت بإعلان استعدادها للمشاركة في العمليات العسكرية، إلا أن مشاركة هاتين الدولتين كانت ضعيفة ومحدودة مقارنة بالدور الأميركي، حيث برزت مشاركة فرنسا في العملية كاستجابة لطلب المساعدة الذي أرسلته الحكومة العراقية، وهو ما أكده جون إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي الذي أبرز في تصريحات سابقة أن اختطاف تنظيم "جند الخلافة" في الجزائر لمواطنٍ فرنسي، لن يؤثر على دور فرنسا في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش. وفيما يخص بريطانيا فلم تشن لحد الآن أي غارة جوية، واكتفت بتقديم السلاح لقوات البشمركة الكردية التي تقاتل داعش في العراق، وركزت جهودها على الاستطلاع وجمع وتقديم المعلومات، حالها حال ألمانيا التي تلتزم بالابتعاد عن أي عمل عسكري، وتكتفي بتقديم السلاح لقوات البشمركة والقوات العراقية، في الوقت ذاته سخرت بلجيكا 6 طائرات من طراز F-16 و120 جندي نشرتها في الأردن، كما صرحت النرويج بأنها سترسل جنود للمشاركة في العمليات العسكرية. ومن بين الدول الأوروبية التي إلتزمت بأدوار محدودة في التحالف، إيطاليا وتشيك وبولونيا والدنمارك وإستونيا، جلها إكتفت بتقديم المعدات العسكرية للبشمركة والقوات العراقية، بعدما إتفقت حول عدم المشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا، مالم يصدر قرار حول ذلك من الأممالمتحدة.