لمح وزير الطاقة يوسف يوسفي إلى وجود خلافات كبيره داخل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، تجعل إجماع المنظمة غدا الخميس "ملغما" بسبب عدم اتفاق الدول الأعضاء حول صيغة معينة لوقف تراجع أسعار النفط الخام، الذي فقد 30 بالمائة من سعره منذ جوان الماضي، في وقت لمحت السعودية التي تجري مفاوضات مع روسيا وفنزويلا أنها لن تتراجع موقفها بالحفاظ على حصتها في السوق. وقال يوسفي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ستسعى إلى خطوة توافقية في اجتماع الخميس، من المرجح أن يوقف تهاوي الأسعار، ما يعني أن المنظمة تبحث عن حل يرضي الطرفين، من جهة الدول التي تحاول إقناع الأعضاء بأهمية تحقيق حد أدنى من الانضباط، من خلال عدم تجاوز سقف الإنتاج المقدر ب30 مليون برميل يوميا ومنها إيران وفنزويلا والجزائر في انتظار قرار روسيا بهذا الشأن. ومن جهة أخرى دول تتحفظ على هذا المسعى، مثل السعودية التي ترغب في الحفاظ على حصص السوق التي تراجعت، لاسيما مع التطور المسجل في إنتاج بلدان خارج "أوبك" وتطوير النفط الصخري الأمريكي، وتحول الولاياتالمتحدة إلى أكبر منتج للمحروقات. وقال يوسفي إن "التوافق" خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار في السوق دون الكشف عن تفاصيل إجراءات محددة ستتبناها أوبك على غرار المحافظة على سقف الإنتاج أو تخفيضه. وتابع أن المنظمة ستدرس في اجتماعها الخميس التطورات في السوق ونقاط الخلل، التي أدت إلى هبوط أسعار النفط وتجري مشاورات بخصوص سبل إعادة التوازن للسوق. وأشار الوزير الى "أن تراجع الاستثمارات في استخراج وتطوير حقول جديدة للبترول سينجم عنه انعكاسات في المستقبل"موضحا أن "تنويع الاقتصاد الوطني سيظل أولوية بالنسبة للجزائر التي تعول على قطاعات الصناعة والفلاحة والسياحة للخروج من تبعيتها للمحروقات" وقال إن البلاد "بحاجة لكل دولار لتسريع مسار تنويع الاقتصاد". في سياق متصل رفض وزير النفط السعودي علي النعيمي لدى وصوله أمس الى فيينا للمشاركة في اجتماع أوبك الإفصاح عما إن كان سيدعم أم لا أي خفض في سقف الإنتاج للمنظمة، وتساءل "هل هذه هي المرة الأولى التي نسجل فيها قدرات إنتاج زائدة". وقال وزير الخارجية الفنزويلي رفاييل راميريز أمس إن بلاده ستجتمع مع السعودية وروسيا والمكسيك لمناقشة وضع وتنسيق سوق النفط، قبل اجتماع منظمة "أوبك" الخميس المقبل.