أكدت أزيد عن 149 عائلة تقطن بالحي القصديري «لوناب» التابع إقليميا لبلدية جسر قسنطينة أن السلطات المحلية قد وعدتها بالاستفادة من سكنات جديدة ولائقة في أقرب الآجال، غير أن ذلك لم يحدث بالرغم من الشكاوى والنداءات التي رفعوها لدى مكتب الشؤون الاجتماعية بذات البلدية، وما زاد الطين بلة حسب العائلات التي زارتها «السلام اليوم» افتقارهم لأدنى المقومات الاجتماعية والصحية، فضلا عن كونهم مهددون بالموت في أية لحظة نتيجة الحالة المتدهورة والتصدعات والتشققات المسجلة بحيهم. وقد أشار السكان إلى أنه قد تم إحصاءهم لآخر مرة في سنة 2007، دون تسجيلهم في أي برنامج إسكان في إطار السكن الاجتماعي لفائدة سكان دائرة بئر مراد رايس، حيث أكد ممثلون عن السكان إلى أن أغلب العائلات والأسر القاطنة بالحي تنحدر من بلديات باش جراح، عين النعجة، وعدد من بلديات الجزائر العاصمة، فضلا عن بعض من خارج الولايات كسوق أهراس وغيرها من الولايات، وقد صادفنا خلال تنقلنا أمس إلى الحي صعوبات جمة أثناء سيرنا عبر أزقة الحي التي تغمرها مياه مجاري قنوات الصرف القذرة، التي تختلط بعديد من النفايات التي أصبحت الديكور الذي شوه مدخل كل بيت من تلك البيوت، وكذا اختلاطها مع قنوات الماء الصالح للشرب، مما تسبب في وقوع كارثة ايكولوجية نتيجة لتلوث المحيط، ضف إلى إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة كادت لأكثر من مرة أن تودي بحياة السكان، خاصة فئة الأطفال منهم، حيث أفادنا أحدهم أن جل أبنائه يعانون من الربو جراء ارتفاع نسبة الرطوبة وانتشار الروائح الكريهة التي تنبعث من مياه المجاري القذرة، ليس هذا فقط، بل منع هؤلاء القاطنون أولادهم من اللعب بالقرب من المنازل يضيف -محدثنا-، تفاديا لوقوع حوادث من مرور السيارات بالقرب منها، وأيضا بسبب الحفر المتواجدة هنا وهناك والمملوءة بأطنان من القمامة المنتشرة عبر نفس تلك الأزقة، هذا دون الحديث عن انتشار الثعابين والجرذان والحيوانات الضالة التي تجد في هذه المنطقة ملاذها، ومن جهتهم فقد نقل سكان حي «لوناب» القصديري انشغالاتهم إلى السلطات العمومية عبر لافتات دونوا فيها معاناتهم ومجمل مطالبهم التي لخصوها في «نريد مسكننا لائقا لا أكثر»، وقالوا أنهم ضد الفوضى فهي ليست السبيل الأمثل من أجل المطالبة بحقوقهم المسلوبة، ونظرا للظروف المزرية التي يتقاسمها السكان، فقد لجأ بعضهم إلى تثبيت أكواخهم بأعمدة خشبية، خاصة على مستوى الجهة المحاذية للطريق السريع، ونتيجة لهذه الأوضاع فقد جدد السكان نداءاتهم إلى السلطات المحلية وطالبوا بوضع حد لمعاناتهم في القريب العاجل.