أحدثت خسارة المنتخب الوطني الجزائري القاسية على يد منافسه الغاني في اللقاء الذي جمعهما أول أمس برسم الجولة الثانية للمجموعة الثالثة من كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا في غينيا الإستوائية بهدف جيان القاتل في اللحظات الأخيرة من عمر المواجهة ضجة كبيرة في الأوساط الكروية الجزائرية، ورغم أن الخسارة تبقى أمرا واردا في كرة القدم ومتوقعة بالنسبة لأعتى المنتخبات العالمية، إلا أن الطريقة التي خسر بها زملاء بوقرة جعلت محبي وعشاق الخضر لا يستسيغون، كما علقوا، مساهمة الناخب الوطني كريستيان غوركوف غير المباشرة في هذه الخسارة، من خلال الخيارات الفنية والأخطاء التكتيكية العديدة التي ارتكبها خلال هذه المواجهة، بعدما حوّل أسلوب لعب الكتيبة الوطني إلى فوضى عارمة، إلى درجة أن الأنصار لم يتعرفوا على منتخبهم المونديالي الذي أسال العرق البارد للمانشافت، ما جعل البعض يجزم بأن "غانا فازت بمباركة من غوركوف" كناية عن سوء تسيير التقني الفرنسي للمباراة. الفرنسي "خلطلها ساسها من راسها" والمنتخب أصبح بدون معالم بعد أدائهم الهزيل أمام جنوب إفريقيا في الجولة الأولى رغم الفوز المحقق ظن الجميع أن الناخب الوطني كريستيان غوركوف سيقوم بتصحيح تلك الأخطاء ودخول مواجهة غانا بالأداء المعهود، لكن المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية وبدل أن يحضر مفاجأ سارة لعشاق المنتخب الوطني، حضر لهم فاجعة من العيار الثقيل، من خلال التغييرات غير الموفقة على الإطلاق سواء على مستوى اللاعبين أو حتى على مستوى خطة اللعب، فهذا أقل ما يقال عن دخوله اللقاء بثلاثة مسترجعين، ناهيك عن الزج بإسحاق بلفوضيل البعيد عن مستواه كرأس حربة أساسي، وشل حركة براهيمي بتوظيفه كمهاجم ثان، كلها معطيات جعلت الكثير من أنصار المنتخب الوطني يعلقون: "غوركوف خلطلها ساسها من راسها". منتخب مونديالي يلعب على نتيجة التعادل؟ دخوله المواجهة ب3 مسترجعين أوحى من الوهلة الأولى أن الطاقم الفني للمنتخب الوطني بقيادة المدرب كريستيان غوركوف متخوف من المنتخب الغاني، ويسعى للخروج بأقل الأضرار من هذه المواجهة، وهو ما لا يليق بحجم منتخب مونديالي وقف ندا للند أمام الماكنات الألمانية قبل أن يخرج بشرف من مونديال البرازيل الأخير، ومن المعروف أن اللعب على التعادل تكون نتائجه وخيمة على غرار ما حصل لمحاربي الصحراء في هذه المواجهة حين تلقوا هدفا قاتلا في اللحظات الأخيرة من عمر المواجهة. إجماع على تحميل المدرب الجزء الأكبر من المسؤولية هذا ولا يختلف اثنان في أن المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني يتحمل الجزء الأكبر من الهزيمة، سيما وأن كل الظروف كانت تصب في مصلحة المنتخب الوطني بداية من الحالة النفسية الرائعة التي تواجد عليها اللاعبون قبل المواجهة بالنظر إلى الفوز العريض المحقق على حساب البافانا بافانا، ووصولا إلى المستوى المتواضع لمنتخب غانا الذي وعلى غير عادته لم يظهر بمستواه الطبيعي منذ بداية هذه الدورة. وحتى رفقاء براهيمي "يسالو فيها" القول أن الجزء الأكبر من المسؤولية يتحمله الناخب الوطني لا يجعل اللاعبين بعيدين عن الانتقاد، إذ لم يرق مردود ياسين براهيمي وزملاؤه إلى المستوى المطلوب خلال المواجهتين الماضيتين، بالرغم من الآمال الكبيرة المعلقة عليهم عقب المستويات الراقية التي قدموها رفقة أندتيهم خلال النصف الأول من الموسم لمختلف البطولات الأوروبية، خاصة الثلاثي، براهيمي، فغولي وسليماني الذين لم يظهروا معدنهم الحقيقي خلال الكان الحالية إلى غاية كتابة هذه الأسطر، في انتظار ما سيخرجون من جعبتهم في مواجهة السينغال الحاسمة. المنتخب ألبس ثوبا أكبر مقاسه والدليل فشله في صناعة فرصة واحدة طيلة 90 دقيقة إذا كانت خيارات غوركوف سبب في المردود المتواضع للمنتخب الوطني خلال منافسة كأس أمم إفريقيا الحالية، فإن الترشيحات الكثيرة التي وضعت الخضر على رأس المرشحين لنيل لقب كان 2015 تعتبر من أهم الأسباب الكامنة وراء التراجع الكبير في مستوى الخضر، إذ من البديهي أن يعاني اللاعبون من كثرة الضغوط وهم المطالبون بجلب التاج القاري، الأمر الذي يرجعنا إلى تصريحات محمد روراوة رئيس الفاف الذي أكد أياما قبل الكان أن هدف الخضر في الكان هو التتويج باللقب، وها نحن اليوم نحصد ثمار إلباس المنتخب ثوب المرشح الأول لنيل اللقب في وقت أبان هذا المنتخب أنه عاجز عن صناعة فرصة واحدة سانحة للتسجيل من جملة تكتيكية أو محاولة فردية طيلة 90 دقيقة كاملة إن لم نقل في مبارتين.