بات من الواضح أن المغامرة الكبيرة التي قامت بها الإتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيسها محمد روراوة بانتداب المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف لم تكن في محلها على الإطلاق، خاصة وأن جهل التقني الفرنسي لخبايا الكرة الإفريقية تجلى للعيان خلال دورة غينيا الإستوائية الحالية التي خيب فيها الخضر آمال عشقاهم بعد خروجهم من الدور الثاني للمنافسة في وقت كان هدفهم فيها التتويج بالقب الثاني في تاريخ الكرة الجزائرية، وحمل معظم الفنيين وأنصار المنتخب الوطني الناخهب الوطني كريستيان غوركوف الجزء الأكبر من هذه الهزيمة نظرا لسوء تعامله وقرائته للمباريات، ما كلف المنتخب الوطني خروجا مبكرا من دورة غينيا الإستوائية. تدريب فريق بحجم لوريون ليس نفسه الإشراف على منتخب مونديالي من بين الأمور التي أدمع عليها أصحاب الاختصاص أيضا هو الفرق الشاسع بين تدريب فريق بحجم لوريون الفرنسي الذي كان يصارع دوما من أجل ضمان البقاء في "الليغ1"، ناهيك عن قاعدته الجماهيرية الضعيفة التي لا تتعدى كما قليلا من الأنصار، والإشراف على العارضة الفنية لمنتخب مونديالي أسال العرق البارد للمنتخب الألماني الذي توج بعدها باللقب العالمي، فلا مجال للمقارنة إطلاقا بين ضغط لوريون وضغط المنتخب الوطني الذي كان مطالبا بالظفر بالتاج القاري خلال هذه الدورة، وهو ما يرجنا للعودة إلى قرار الفاف في انتداب هذا المدرب الذي يفتقد لخبرة تدريب المنتخبات أولا، وجهله لشؤون الكرة الإفريقية ثانيا. الفرنسي لم يأخذ العبرة من مبارياته السابقة الغريب في أمر الناخب الوطني كريستيان غوركوف، أنه لم يتعلم من أخطاء المواجهات الثلاث السابقة التي خاضها رفقة أشباله أمام كل من جنوب إفريقيا، غانا والسنغال، وخاصة اللقاءين الأولين اللذين قدما فيهما زملاء براهيمي أداء كارثيا جعل الإنتقادات تنهال على الناخب الوطني من كل حدب وصوب، إذ بقي مصرا على إشراك براهيمي مهاجما ثانيا، غاضا النظر عن عدم تأقلمه في هذا المنصب الذي لا يتناسب ومؤهلاته الفنية والبدنية، إضافة إلى تأخره في تغيير محرز الذي بدى من الواضح من الوهلة الأولى أنه ليس في يومه، دون أن ننسى إبقاءه لعبد المومن جابو على مقاعد البدلاء رغم قدرته على تقديم الإضافة للكتيبة الوطنية، كلها معطيات جعلت الناخب الوطني محل سخط في الأوساط الكروية الوطنية التي كانت تتوقع منه أفضل من ذلك بكثير. الثعلب رونار لقنه درسا في الواقعية في ذات السياق وبالعودة إلى أطوار المباراة الماضية أمام المنتخب الإيفواري، فلا يختلف اثنان في أن "هيرفي رونار" صاحب الفضل الكبير في فوز الأفيال على الخضر، نظرا للطريقة الذكية التي سير بها المواجهة، والتي تنم عن خبث ودهاء كروي كبير "للثعلب الأشقر"، الذي أدرك خطورة المنتخب الوطني وفض اللعب بطريقة دفاعية مع الإعتتماد على سرعة جيرفينو وقوة بوني في الكرات العالية، وهو ما أتى ثماره بتأهل مستحق للأفيال إلى دور نصف النهائي، ليلقن بذلك الناخب الوطني غوركوف درسا في الواقعية وحسن قراءة مجرى المباريات. كتيبة مونديالية تخرج من الباب الضيق أمر يندى له الجبين نكبة كبيرة تلك التي تعرضت لها الكرة العربية والجزائرية خصوصا عقب خروج محاربي الصحراء المبكر من كان غينيا الإستوائية، وما يزيد من حجم هذه الخيبة هو التعداد البشري الثري الذي يضمه المنتخب الوطني الذي يملك لاعبين بموصفات عالمية ينشطون في أعرق البطولات والأندية الأوروبية ومعظمهم في رعيان شبابهم وأوج عطاءاتهم الكروية، كان بإمكانهم الذهاب بعيدا في هذه الدورة لو أشرف عليهم مدرب خبير في الكرة الإفريقية.