أعلنت كل من قوات "فجر ليبيا"، و "حزب الإتحاد من أجل الوطن"، مقاطعتهما لجولة الحوار السياسي التي تنعقد في الجزائر، متهمين الأحزاب السياسية المشاركة فيها، بمحاولة اقتسام السلطة من جديد . وأوضح المكتب الإعلامي لقوات "فجر ليبيا"، في بيان صحفي، أن "ثوار ليبيا غير ملزمين أبدا بمخرجات ما سمي بحوار الجزائر الذي تمثله الأحزاب الليبية"، مؤكدة رفضها التام لما سينتج عنه مسبقا، لعدة أسباب أهمها "أن الأحزاب دخلت في المحاولة السابقة، في صراع على تقاسم السلطة، وأدت إلى الابتعاد عن أهداف ثورة 17 فيفري"، هذا و أكدت "فجر ليبيا" أنها لن تعترف بالأحزاب المتصارعة، لحين كتابة الدستور الدائم، الذي ينظم عملها و يضبط مصادر تمويلها، و يحدد النطاق المسموح لها بممارسة نشاطها فيه تحت ثوابت الدين والوطن. في السياق ذاته هاجمت قوات "فجر ليبيا" الأحزاب الثلاثة الرئيسة في ليبيا، "تحالف القوى الوطنية،و حزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وكذا حزب الجبهة الوطنية، و أتهمتها بتغليب مصالحها الحزبية على حساب المصلحة الوطنية، وأنها قامت بضم عناصر القذافي إليها، بالتنسيق مع من وصفتهم ب "العملاء من حاملي الجنسية الأمريكية والغربية". من جانبه رفض حزب الإتحاد من أجل الوطن، الليبي و زعميه عبد الرحمن السويحلى، المحسوب على جماعة الإخوان في ليبيا، والمتهم الرئيسي بالإشراف على تدريبات المقاتلين في مصراتة، دعوة الأممالمتحدة للمشاركة في جولة الحوار السياسي بالجزائر، و أفاد في بيان له أمس"انطلاقا من موقفنا الثابت بعدم المشاركة في أي حوارات أو مفاوضات قد تنعكس سلبا على تماسك جبهتنا الداخلية الداعمة للمؤتمر الوطني، وإيمانا منا بأن هذه المرحلة الاستثنائية الحساسة من تاريخ ليبيا تقتضي تقليص دور الأحزاب السياسية، وعدم الإنجرار وراء المصالح الشخصية الضيقة، و تأكيدا على تفويض المؤتمر الوطني العام "البرلمان" كممثل شرعى وحيد للشعب الليبي في أى مفاوضات فإننا نعلن اعتذارنا عن قبول الدعوة الموجهة من بعثة الأممالمتحدة إلى الحزب ورئيسه عبد الرحمن السويحلي للمشاركة في الجلسة المزمع عقدها فى الجزائر الشقيقة بمشاركة عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية". و برر الحزب قرار رفض المشاركة كون " الحوار لا يحمل أي معايير أو ضوابط محددة وواضحة"، هذا بعدما ثمن الحزب دور الجزائر الداعم للحل السياسي السلمي للأزمة الليبية في إطار إحترام السيادة الوطنية، من خلال رفضها للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي. وتعد جولة الجزائر، جولة حوار موازية مكملة للحوار السياسي الرئيس المنعقد في المغرب، والذي يتوقع استئناف جلساته اليوم بعد عرض كل فريق مفاوض المناقشات التي تمت بشأن المسودة الأولية، لتشكيل حكومة توافقية والتي نوقشت السبت الماضي، وأعلنت بعثة الأممالمتحدة أن الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه، يسير وفق أجواء إيجابية وتم إحراز تقدم مهم لغاية، وأن جميع الأطراف تعمل على طروحات ملموسة حول العناصر الرئيسة المتعلقة بالترتيبات الأمنية وحكومة الوحدة الوطنية، لتحقيق السلام الدائم في ليبيا.