أبدى ركاب الحافلات عبر الخط الرابط بين "بن عكنون" و "حيدرة" استيائهم من تفاقم مشكل الاكتظاظ وطول مدة الانتظار بين كل حافلة وأخرى، ما يجعل موقف الحافلات يشهد ازدحاما شديدا خاصة في الفترة الصباحية لذهاب الموظفين إلى مقر عملهم في نفس التوقيت. معاناة دامت لسنوات اضطرتهم إلى الركوب في الاكتظاظ دون القدرة على التنفس حسب ما قاله أحد الركاب في تصريح ل "السلام"، ويضيف "ستأتي حافلة أخرى ...هكذا أخبرنا سائق الحافلة المكتظة بالركاب أثناء وصوله إلى الموقف القريب من جامعة علوم الإعلام والاتصال، فرغم أن الرُكاب يكادون يَخرجُون من النوافذ إلا أن السائق كان يأمرنا بالتقدم حتى يتِمّ إركاب الجميع". ثم يردد أحدهم من بعيد فيقول: "تزيدنا في علبة السردين " وعلامات الحيرة بادية على وجهه. ونظرا لوجود فارق زمني كبير بين كل حافلة وأخرى يضطر الركاب إلى الانتظار، فيُلاحظُ مرور كل الحافلات التابعة لمختلف الخطوط مثل تافورة وباش جراح و...إلا حيدرة، لذلك سيناريو الاكتظاظ يتكرر كل يوم. ويقول م.ن موظف في حيدرة أنه :"نظرا لعدم تمكننا من الركوب، قام السائق الذي أنهكته المشدات الكلامية مع الركاب بالاتصال مع أحد سائقي الحافلات يُخبره فيها بضرورة الانطلاق في وقت أسبق عن المُعتاد، كون المحطة مليئة بالركاب"، هنا تقول إحدى الراكبات أن هذا المشكل يعود إلى سنوات عديدة وليس منذ اليوم فعدد الحافلات لا يفوت الأربعة وهي ملك لشخص واحد يسيرها كما يشاء. وأضافت أن الدليل على هذا الاتصال المتواصل بينهم الذي يعتبر كرمز لمعرفة حالة المحطات المختلفة الخاصة بخطهم إذا كان فيها ركاب أم لا. وفي نفس السياق قال أحد الركاب المنتظرين :"في غالب الأحيان يتم الانتظار لأكثر من ساعة نظرا لقلة الركاب ما يعني أنه قد تم الاتصال فيما بينهم لمعرفة وضع المحطة"، وأضاف :" هذا الانعدام يكون خاصة في أواخر النهار وأيام العطل ". يضطر الراكب المتوجه إلى حيدرة إلى الالتصاق بالآخر أو حتى الوقوف على رجل واحدة أملا في الوصول إلى مكان العمل دون تأخر، هكذا علق أحمد أحد الراكبين، ويضيف أنه حتى سائق الحافلة رغم كل هذا الاكتظاظ القاتل فإنه يقول لهم "أيّا زيد أمشي للوُر" فيبقى الراكب مستغربا أي أمام وأي وراء ما دام الاكتظاظ هو سيد الموقف. تقول أمال إحدى الراكبات:"أضطر إلى اختيار مكان وقوفي داخل الحافلة أمام الإناث بسبب الحرج الذي يشكله أمر الاكتظاظ وأنه لا خوف من السقوط فأينما تميل الحافلة فإن الكل يحيط بك". من جهتهم، أكد سائقو الحافلات أنه في كثير من الحالات تمُرُّ الحافلة ولا يوجد بالمحطة إلا راكِبَينِ أو أقل ما يُسبب لهم خسائر مادية من الذهاب والإياب فارغين فحسب عمي ساسي:"لقمة العيش تدفعنا إلى انتظار كثرة الركاب خاصة في الظهيرة أين يقل الركاب في حين يعرفون الذروة في الصباح والمساء". في انتظار إيجاد حل للمشكل يبقى أمل الركاب أن تتدخل السلطات للحد من الوضع الذي بات منذ سنين يُؤرقُهُم خاصة وأن الكثيرين منهم يضطرون إلى النهوض باكرا عسى أن يصلوا دون تأخر.