يشكو المسافرون عبر حافلات النقل الحضري وبالذات خط الرابط بين ساحة أودان وبئر خادم، من مشكل حقيقي حوّل حياتهم إلى جحيم، و يتمثل في اضطرارهم إلى الانتظار داخل الحافلة لمدة تتجاوز النصف ساعة، في ظل تعمد السائقين التأخر في الانطلاق رغم امتلائها في غالب الأحيان. لا يُراعي هؤلاء تأخر المواطنين في قضاء حاجياتهم أو العمال في الالتحاق بعملهم مما يدخل هؤلاء في شجارات مع السائقين الذين يفرضون سلطتهم في ظل الغياب التام للرقابة على مستوى المحطة، وقد أعرب هؤلاء ل (أخبار اليوم) عن مدى تذمّرهم واستيائهم الشديدين، من التصرفات غير المسؤولة من طرف سائقى حافلات النقل الحضري الذين يمارسون سياسة التماطل واللامبالاة بوصول المواطنين متأخرين عن مواعيد عملهم، وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين أن السيناريو الحاصل بالخط المذكور أضحى كابوسا على مدار السنة وزاد تفاقما خلال شهر رمضان الفضيل، ويحدث هذا إزاء غياب المراقبة "الأمر الذي جعلنا نواجه مشاكل في عملنا ونتعرض لعقوبات خصم من الراتب". وأكد أحد المواطنين أن المعاناة الحقيقية هي تلك التي يعاني منها المسافرون الذين يكونون في انتظار هذه الحافلات بالمحطات الأخرى على غرار محطات محمد الخامس، ومحطة "المرجة" بكريم بلقاسم، حيث يضطرون إلى انتظار هذه الحافلات لمدة تفوق 45 دقيقة وفي بعض الأحيان تتجاوز الساعة، وهذا ليس تضخيم للأمر بل هي الحقيقة، وبعد الاستفسار والمناوشات بين المواطنين الذين سئموا الوضع يرد أصحاب الحافلات بكل برودة "روحو اشتكوا" وهذا بعدما تصل مكتظة عن آخرها، حيث لا يجد المواطن مكانا له فيها، وأحيانا على هذا الأخير الانتظار مرة أخرى ولنفس المدة تقريبا، الأمر الذي يجبرهم على الاستنجاد بسيارات الأجرة أو حافلات أخرى تقربهم من وجهتهم على غرار حافلات حيدرة، مما جعل أغلب المواطنين يتساءلون عن سبب هذا التأخر، في حين أنك إذا قصدت المحطة الرئيسية فإنك تجد عدد كبير من الحافلات التي تشتغل على نفس هذا الخط، الذي أصبح يمثل هاجسا حقيقا للمواطنين، أضف على ذلك التأخر، التصرفات لبعض الناقلين وقابضي التذاكر الذين يتصرفون مع المواطنين بطريقة غير لائقة، ففي الكثير من الأحيان يصل بهم الأمر إلى حد التقليل من احترامهم، حيث لا يهتم صاحب الحافلة للوقت الكبير الذي يضيعه في انتظار امتلاء الحافلة عن آخرها في المحطة الرئيسية، ضف على ذلك تضييعه للوقت أيضا بين كل محطة وأخرى، وهو الأمر الذي زاد من استياء بعض المواطنين الذين التقيناهم بمحمد الخامس إذ تقول إحدى السيدات أنها سئمت من الانتظار، فهي تنتظر الحافلة المتوجهة إلى بئر خادم منذ أكثر من 45 دقيقة، في حين أنها ترى حافلات الخطوط الأخرى، خاصة الرابطة اودان والمدنية واودان شوفالي وحيدرة تأتي تباعا، وفي مدة لا تتجاوز 15 دقيقة، أما حافلات خط اودان بئر خادم وبئر مراد رايس حسبها، ينال منك التعب قبل التحاقك بالعمل، لتضيف أن هذا الوضع تسبب في كثير من الأحيان في تأخرها عن مواعيدها، فهي تقبع يوميا بذات المحطة لوقت يتجاوز الساعة في انتظار قدوم الحافلة المرجوة، ليضيف مواطن آخر أنهم ضاقوا ذرعا وسئموا من الوضع وكذا من تغاضي السلطات المعنية عن الأمر، ليعقب أنه يضطر للذهاب إلى محطة لاكولون بحيدرة ليستقبل حافلة تقربه من وجهته وأن التأخر المفروض عليهم من قبل الناقلين ساهم في تأزم هذا الوضع يوما بعد يوم. من جهتهم أكد الناقلون لحافلات النقل الحضري أن سبب التأخير بين خط اودان وبئر خادم يعود للنقص الفادح في عدد الحافلات خصوصا خط بئر خادم الأمر الذي يدفعهم الانتظار حتى امتلاء الحافلة، وأمام هذه الوضعية المزرية، يناشد المواطنون تدخل مديرية النقل بتوفير حافلات باتجاه خط بئر خادم الذي يشهد نقصا فادحا على مستوى محطة أودان.