تعدّد أسباب جرائم القتل التي عرفت انتشارا كبيرا في الوسط الأسري من الخيانة إلى القتل بدافع السرقة الإنتقام أو الغيرة وأحيانا بدون سبب يستحق الذكر، كما عرف السلوك الإجرامي تناميا حتى وسط الأقارب . مأساة كبيرة كانت تعيشها عائلة من سكان حي الأمير عبد القادر المعروف بحي "الفوبور" بولاية قسنطينة فور ما علم الزوج "م.ع" أن زوجته"م .ي " تتعاطى الحبوب المهلوسة ولا يمكنها أن تستغني عنها والسبب هو إصابتها بمرض عصبي على حد ما تؤكده الشهادة الطبية التي ترخص للزوجة تعاطى حبوب "كيتيديل"، لم يجد الزوج سبيلا سوى تقبل الوضع على أمل شفاء زوجته يوما وحاول مساعدتها حتى على توفير الدوام باعتباره حارس في المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة. تردّد الأخ على البيت يثير الشبهات كانت الأمور تسير بشكل عادي غير أن الزوج لاحظ التردد الكبير لشقيق زوجته على البيت، اعتبر الأمر في البداية عادي ولكن تكرره جعل الشك ينتابه وحاول معرفة ما يدور بين زوجته وأخيها ولكن بدون جدوى فالزوجة يصعب التعامل معها نظرا لحالتها الصحية. وبتاريخ ال 13 من شهر أفريل من السنة الفارطة، تفاجأ الزوج "م.ع" أن زوجته تمنح أخاها المدعو "م.م" بعض الأقراص المهلوسة فثارت ثائرته فنهرها، خوفا أن يكون الأخ يروج تلك الأقراص ولكنها أكدت له أن يستهلكها، وبعد مناوشات كلامية بين الزوجة وزوجها، ثارت ثائرة الأخير ليصفعها بقوة سقطت على إثرها مغمى عليها. حالة الزوجة اضطرت "م.ع" لنقلها فورا إلى مستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش أين مكثت أياما قبل أن يقرر الطبيب إخراجها، وعادت الزوجة مجددا إلى البيت لتعود معها معاناة الزوج. وفي مساء نفس اليوم، تفاجأ الزوج مجددا بأخ زوجته في البيت، فطلب منه أن يتركها ترتاح ولكن شقيقها أصر على اصطحاب أخته معه لعرضها على طبيب الأعصاب، إلا أن زوجها رفض وأمام إصرار الأخ على إخراج اخته من البيت، دخل الزوج والأخ في مناوشات كلامية جعلت الأخ يصفع الزوج،ما كان الأخير أن سارع إلى أخذ سكين من المطبخ بطول 48 سنتيمترا، في الوقت الذي فرت الزوجة وأخوها منه، ولكن الزوج لاحهقما إلى الشارع،وهناك وقعت الكارثة أين حاصر الزوج الأخ ووجه لها ضربات حادة في أنحاء مختلفة من جسمه أردته قتيلا بعين المكان. طعنات غائرة تودي بحياة الضحية فور تلقيها بلاغا بالجريمة تنقلت مصالح الأمن إلى عين المكان، أين تمت معاينة جثة الضحية وتحويلها إلى مصلحة حفظ الجثث إلى الطبيب الشرعي من أجل تشريحها وتحديد أسباب الوفاة كما تم استرجاع سلاح الجريمة وهو عبارة عن سكين، وجاء تقرير الطبيب الشرعي أن الضحية تعرض لخمس طعنات تسببت له في جروح خطيرة، وتمت معاينة ذبح على مستوى الرقبة ب 20 سنتيمترا اضافة إلى ضربة قوية تسببت له في جرح عميق بالرأس اخترق الجمجمة وطعنة في الصدر بطول 16 سنتيمترا، أدت إلى اختراق عضلة القلب وأخرى أصابت الرئة اليسرى والوريد، فضلا على طعنة غائرة بالبطن بعمق 17 سنتيمترا. جريمة القتل التي وقعت أمام مرأى الزوجة وهي تشاهد زوجها يقتل أخاها جعلت حالتها تسوء أكثر وصعب على محققين مهمة استجوابها وتم استبعاد شهادتها نظرا لحالتها الصحية التي أكدت اصابتها بمرض عقلي. على الفور قامت مصالح الأمن بتوقيف الجاني وإحالته على التحقيق، أين اعترف على محاضر رسمية بإزهاق روح صهره. قدم المتهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة الإختصاص الذي حوله إلى قاضي التحقيق وصدر أمر بايداع المتهم رهن الحبس المؤقت إلى غاية برمجة قضيته في الدورة الجنائية بمجلس قضاء قسنطينة. الإعدام للجاني خلال جلسة المحاكمة حاول الجاني اقناع هيئة المحكمة أنه لم يقصد قتل صهره خاصة أنه ابن خالته ولا توجد مشاكل سابقة بينهما مرجعا سبب الجريمة إلى الحالة الهستيرية التي كان عليها والضغط الذي كان يعيش فيه، بسبب مرض زوجته فضلا على إصرار صهره على ابتزاز زوجته وأخذ الحبوب المهلوسة منها والمشاكل التي يمكن أن سببها له في حال قام بترويج تلك المؤثرات العقلية. أما الطرف المدني وممثل الحق العام أكد كل واحد منهما في مرافعته نية الجاني في إزهاق روح الضحية نظرا لعدد الطعنات وعمقها وأماكنها والتي تشكل دليلا ماديا قوية على النية الإجرامية للمتهم، حيث التمس النائب العام توقيع عقوبة الإعدام.
وبعد المداولات القانونية، أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة حكما يقضي بإدانة المتهم بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وتوقيع عقوبة الإعدام في حقه، وهي العقوبة التي تم الطعن فيها أمام المحكمة العليا.