لم تكن فتاة كأي فتاة.. لأول مرة في حياتي أشعر أنني أنجذب للجنس الآخر دونما سابق إنذار.. كانت عيناها الشيء الوحيد الذي عجزت عن إيجاد تفسير.. غموضهما أضفى طابعا مميزا على شخصيتها الكاريزماتية التي تسحرك وتجعلك تنجذب نحوها كأنها مغناطيس مشحون بطاقة كبيرة جدا حتى لا تترك لك أي مجال لأن تفكر أو تخمن في ما تريد أن تفعله. حقيقة، استسلمت لذلك الشعور الغريب، لكنه فعلا كان شعورا جميلا، كيف لا، ومذ عرفتها وأنا أشعر بسعادة غامرة اجتاحت جميع شراييني وفجرت كل ينابيع الحب والحنان التي كانت كامنة في أعماق وجداني.»...» أشهدك بأنني وقعت في حبك.. وقعت في هواك، ولم يعد لي أي فرصة أو ملاذ للهرب أو التملص.. حبك صار هاجسي.. أحلامي.. آمالي، بل سر وجودي في الحياة، لن أنسى ذلك اليوم الرهيب، ذلك اليوم الذي التقينا فيه لأول مرة كانت عيناك تلاحقاني أينما ذهبت، لم أكن حينها أوليك انتباها ولكن صدقيني أنك أعجبتني، لكنني أسررت كل ذلك في نفسي وقلت: لعلها لا تقصدك أنت بتلك النظرات الساحرة يا فتى.. لعلها تقصد شابا آخر، أقنعت نفسي بأنها لا تعنيني بكل ذلك السيل المنهمر من النظرات الحنونة والدافئة.. وفعلا صرفت النظر عن التفكير فيها ولكنك يا «...» بقيت نظراتك مرسومة في مخيلتي طيلة تلك المدة، شعرت بأن الحياة فتحت أبوابها نحوي، شعرت بأنني لم أكن أحيا في هاته الدنيا، أجل، كنت محروما من أجمل اللحظات، لحظات الحب والاحترام والوفاء التي لطالما كنت أبحث عنها منذ سنوات طويلة. أتراني أتركها بعد إذ وجدتها، ساقني هذا الشعور الداخلي الرهيب بين مفترق طرق، هل أواصل المسير مع فتاة لطالما حلمت أن أعثر على نموذج مثلها.. هي تلك الفتاة التي حلمت بها منذ فتحت عيناي على عالم المتناقضات الغريب، أم هل أنسحب من حياتها.. علما أنني خمنت وخمنت وفكرت كثيرا في ذلك.بعد كل ذلك التفكير المرهق الذي أخذ مني كل مأخذ، قررت ألا أتركك «حبي» وكيف أتركك، وكيف أضمن أن تهبني الحياة مثلك، أجل الدنيا فرص، وأنت أكبر فرصة وهبتها لي الأيام، كيف أتنازل عليك بتلك السهولة، وكيف أضمن أصلا أنها ستعطبني فتاة غاية في الجمال والرقة، غاية في الحنان والطيبة. لا أضمن كل ذلك بيني وبينك يا أعز الناس. استسلمت لحبك ويا له من حب وما أجمله من حب، حب جعلني أنظر للحياة من منظار آخر، تفتحت عيناي لحب الحياة بعد ما ودعتها منذ سنوات، عدت أصارع وأكابد الدنيا لعلني أظفر بحب فتاة مخملية مثلك، أنت الهواء الذي صرت أستنشقه منذ اعترفت لي بحبك ذات يوم، أنت النسيم الذي يداعب وجداني منذ أن اعترفت لي بإعجابك بي، سأذلل كل العوائق، سأركب أمواج الدجى، سأركب المخاطر والأهوال لأجل شيء واحد فقط. لأجلك أنت «...» لأنك بكل بساطة تستحقين أكثر من كل هاته الأحاسيس الجميلة التي تعتريني الآن. لا تعتقدي حبي لوهلة أن الزمن سيكون حاجزا للحب، كلا وألف كلا، هما سنتان فقط تفصلاننا عن بعض، وحتى وإن كانتا عشر سنوات أنا مستعد، لأن أواصل المسير معك، أجل الحب أسمى وأرقى من أن تحبطه السنون، كوني على يقين أنني سأظل وفيا لك ما حييت سأظل وفيا مادمنا نتنفس هذا الهواء، هواء الحب الذي جمعنا ذات يوم، ما أجملك يا يوم لو كنت إنسانا لوهبت كل كنوز الدنيا فقط، لأنك جعلتني أتعرف على أغلى وأثمن الأشياء التي وهبها لي الدهر.كلمة حب ووفاء لأغلى الدرر التي أملك، لن أتركك ولن أتخلى عنك بسهولة، وحدها الأيام هي من ستعطيني الأمل في أن أسبح في معتركات الأيام لكي أفوز بك في النهاية، أجل هي الأيام التي كانت بجانبي وستظل وفية لي، لأن قلبي أبيض ولأنني صادق معك ومعها ومع الحب الذي جمعنا وسيبقى يجمعنا حتى النهاية.اذكريني.. في كل همساتك.. اذكريني في كل أحلامك.. اذكريني في نجاحاتك وفي عثراتك، لأنني سأكون معك في كل تلك الهواجس التي تؤرقك حتى الممات.