من المنتظر أن تكون المواجهتان الوديتان أمام المنتخبين التونسي والكاميروني بمثابة فرصة حقيقية للجناح الطائر للمنتخب الوطني نذير بلحاج من أجل إثبات مكانته مرة أخرى والعودة من بعيد إلى التشكيلة الأساسية، بعد غياب طويل بسبب السيطرة المطلقة التي فرضها الظهير الأيسر لنادي ليتشي الإيطالي جمال مصباح على الرواق الأيسر، حيث أنه منذ اكتشافه واستدعائه لصفوف الخضر تم استبعاد بلحاج تدريجيا من القائمة الأساسية ما جعله يفقد الأمل تماما حتى أن الأنصار أصبحوا يطالبون دوما بإشراك مصباح بدلا منه، وذلك نظرا لتدني مستواه كثيرا مقارنة بالإمكانات التي كان يملكها خلال تصفيات مونديال جنوب إفريقيا أين كان عنصرا فعالا في تشكيلة رابح سعدان، ولكن بعد نهاية المونديال تراجع أداؤه بشكل ملفت، ورغم ذلك إلا أنه أضحى يقدم مردود كبير مع فريقه السد القطري واستطاع التتويج معه بلقب دوري أبطال آسيا، وبالتالي فإن ذلك سيساعده على التألق مع الخضر في هذين الموعدين خاصة وأن معنوياته أصبحت في السحاب، وفي الوقت ذاته، سيكون مصباح غيابا عن المواجهتين بسبب الإصابة التي تعرض لها مع فريقه في الدوري الإيطالي، حيث اضطر إلى جلب الملف الطبي والأشعة التي قام بها معه لما حل بالجزائر خصيصا للمشاركة في التربص، وأمام هذه الوضعية، فإن المدرب الوطني حاليلوزيتش مطالب بإقحام بلحاج في الرواق الأيسر كالعادة لا سيما وأنه يملك الورقة الرابحة التي تؤهله لذلك وهوحمل التاج الأسيوي مع السد كما أن كرسي الإحتياط خال من العناصر التي تنشط في ذات المنصب، إلا في حال منح الفرصة لمدافع شبيبة القبائل حسين مترف. الأنظار ستكون مشدودة نحو فغولي وبودبوز وعلى صعيد آخر، ستكون الأنظار مشدودة نحو المستقدم الجديد سفيان فغولي، حيث أن الغالبية العظمى من الأنصار سيتنقلون إلى الملعب خصيصا لمشاهدة هذا اللاعب خاصة أمام الإشهار الذي قامت به وسائل الإعلام بشأنه وبكونه لاعبا موهوبا وسيمنح الإضافة اللازمة للخضر وسيسرق الأضواء من كل النجوم السابقين، يأتي ذلك وقت يبقى فغولي يتصدر استفتاء أفضل لاعب في داربي فالنسيا وليفنتي في الدوري الإسباني وهوما يعني أنه يتواجد في لياقة جيدة قد تساعده على الظهور بوجه جيد، ومن جهته، ينتظر أن يدخل لاعب نادي سوشوالفرنسي رياض بودبوز بعزيمة كبيرة للبرهنة على أن مكانته في تشكيلة الخضر لا غبار عليها، وقد نال سهرة يوم الأحد الماضي جائزة أفضل لاعب في شهر أكتوبر وذلك بعد نهاية لقاء سوشوواولمبيك ليون، حيث استطاع الفوز بتصويت جماهير النادي في الاستفتاء الذي نشر في الموقع الرسمي للفريق الأصفر. زياني أمام محطتين مصيريتين سيحاول المايسترو كريم زياني بدوره تدشين عودته للمنتخب بأداء مقنع خاصة وأنه يدرك أن شعبيته لم تبق كما كانت لدى الجماهير الجزائرية التي هللت لعدم استدعائه للقائمة التي واجهت منتخب إفريقيا الوسطى في الجولة السادسة من تصفيات كأس إفريقيا للأم 2012، وهو مطالب بتقديم كل ما يملك من إمكانات من أجل الحفاظ على مكانته ضمن التشكيلة وتفادي الخروج من الباب الضيق لا سيما وأنه يرغب في المشاركة مرة أخرى في تصفيات مونديال 2014 لاستعادة بريقه ونجوميته التي بدأت تنطفئ بانتقاله إلى الدوري القطري، وهو يدرك جيدا أن هذا التربص ومبارتي تونس والكاميرون هي محطات مصيرية بالنسبة له ولزملائه، وبالتالي فمن المتوقع أن يرمي بكل ثقله لفرض نفسه في التشكيلة وبذل مجهودات إضافية لتسجيل نتيجة إيجابية قد تنجيه من مقصلة المدرب والأنصار خاصة وأنه اللاعب المرشح لقيادة الفريق في الملعب، ويعلم بأن الجمهور العريض لا يزال يحتفظ بفوز الخضر على إفريقيا الوسطى بهدفين نظيفين، بعد صوم طويل عن الإنتصارات، دون حضور زياني. الخضر يخضعون لبرنامج تدريب يومي حتى يوم الإثنين وفي سياق آخر شرعت التشكيلة الوطنية في التدريبات والتحضيرات بداية من الثلاثاء المنصرم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حيث برمج الناخب الوطني حصة واحدة ابتداء من الساعة الخامسة مساء، وستكون مخصصة للتدريب التكتيكي ونفس البرنامج سيطبق أيضا اليوم وغدا بنفس الملعب ونفس التوقيت على أن تكون أول مواجهة ودية يوم السبت أمام المنتخب التونسي، وبعد ذلك يعود رفقاء بوڤرة إلى ملعب 5 جويلية لمواصلة التدريبات، حيث برمج حاليلوزيتش حصة يوم الأحد بداية من الساعة ال 11 صباحا وأخرى على الساعة الخامسة مساء يوم الأحد بينما يختتم التربص يوم الإثنين بإجراء المباراة الثانية أمامك الكاميرون على الساعة السادسة مساء. هذا وكان الخضر قد أجروا حصة استرخائية يوم أمس بالمركز التقني الوطني بسيدي موسى وقبل ذلك كان المدرب البوسني، قد عقد اجتماع تقني يوم الإثنين ضم كل الطواقم المساعدة على غرار الطبي واللوجستيكي وقام خلال بعرض البرنامج الكامل الذي ستسير بموجبه التشكيلة إلى غاية نهاية التربص.