ردّت وزارة الشؤون الخارجية أمس على التقارير "المغلوطة" المتعلّقة بترحيل اللاجئين الأفارقة من الجزائر، وأكّدت محاولة أطراف معروفة بمواقفها العدائية تجاه الجزائر "الإصطياد في المياه العكرة". أوضحت الخارجية في بيان لها أمس إطلعت عليه "السلام"، أنّ الأجهزة الأمنية تعاملت بكلّ احترافية وانسانية مع اللاّجئين، مشيرة إلى أنّ رعايا أفارقة تورّطوا في أعمال إجرامية خطيرة خاصّة بالعاصمة، مؤكدة أنهم قاموا بالإعتداء على منتسبي الهلال الأحمر الجزائري. من جهة أخرى ندد من جانبه عمار بلاني، سفير الجزائر ببروكسل، بالهجومات التي إعتبر أنها "توظف أوهاما استعمارية جديدة ضد الجزائر"، في رد صريح على مساهمة للمدير التنفيذي لمركز "مادارياغا-كوليج أوروبا"، والمدير العام الفخري بالمفوضية الأوروبية بيار دو فراني، التي نشرت عبر صحيفة "لا ليبر بلجيك" (بلجيكا الحرة)، قام من خلالها بتشبيه بين سورياوالجزائر، وكتب بلاني في حق للرد وجهه للصحيفة البلجيكية "هذا الخبير بالقضايا الأوروبية، يقوم بمحاولة تكهن من خلال قيامه بتشبيه أقل ما يقال عنه غريب للوضع في الجزائر، موظفا في ذلك أوهاما استعمارية جديدة تروج لها بعض الصحف الفرنسية هي الأخرى بتفاهات تحظى بدعم معارضين جزائريين ناقمين ينعمون برغد العيش في الضفة الأخرى للمتوسط"، وأشار سفير الجزائر ببروكسل إلى "أن سيناريو (سياسة-خيال) الذي بلغ مستوى السخافة فيه مبلغ اللامعقول في روايات (كافكا) والذي أعده كاتب المقال الذي حمل عنوان "بعد حلب هل سيأتي دور الجزائر" يعكس مدى عدم معرفة هذا الأخير بالجزائر وجهله بتاريخها وواقعها الاجتماعي الديناميكي وآخر ما أحرزته من تطورات"، واسترسل بلاني قائلا "بل هو يجهل حتما أن الجزائر القوية بوحدة قيادتها وصمود شعبها قد شنت منذ أكثر من ربع قرن حربها ضد الارهاب والتطرف العنيف وخرجت منها منتصرة". هذا وتأسف سفير الجزائر ببروكسل من جهة أخرى لكون كاتب هذه المساهمة لم يكن مطلعا أيضا على التغيرات التي أحدثت في كل مضامير الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الجزائر، وهي تغيرات كما قال "وجدت لها في مراجعة الدستور لسنة 2016 نقطة ترسيخ ودعامة من أجل تكريس الطابع الجمهوري للجزائر، وكذا مبدأ المصالحة الوطنية وتحويل المجتمع الجزائري على اختلافاته اللغوية والعرقية وعبر الحساسيات السياسية التي تعبر بحرية إلى حصن منيع ضد الارهاب والايديولوجيات الظلامية"، وذكر في هذا الصدد بأنّ الجزائر لطالما اضطلعت بدور محوري في تحقيق الإستقرار في المنطقة. كما حذّر بلاني من "ادعاءات" وصفها ب "الوهمية وغير اللائقة واللاأخلاقية"، ومن الهجومات التي تحاول المساس بأمن واستقرار بلادنا، مؤكدا أن الجزائر ستحسن الرد على كل تهديد لأمنها، وقال "الجزائر القوية بشعبها وجبهتها الداخلية وقوة مؤسساتها من ضمنها جيش جمهوري يمثل حصنا منيعا ضد كل من يغذون محاولات الاساءة لأمن واستقرار البلد سيمكنها مرة أخرى الرد على هذه الادعاءات الوهمية وغير اللائقة واللاأخلاقية"، وخلص إلى القول "الجزائر تمكنت في الماضي من اسكات دعاة السوء في صفوف المروجين لسؤال من يقتل من، خلال فترة الصمود البطولي للشعب الجزائري ضد الارهاب أو حتى مؤخرا خلال الربيع العربي".