أحيى المتحف الجهوي مدوحة بمدنية تيزي وزو في نهاية الأسبوع الذكرى ال61 لاستشهاد البطل "ديدوش مراد" الذي سقط في ميدان الشرف بتاريخ 18 جانفي 1955 بالقرب من وادي "بوكركر" غير بعيد عن "كوندي- سمندو" سابقا. وبهذه المناسبة، أقامت السلطات المدنية والعسكرية والمجاهدون وذوي الحقوق والمواطنون بالولاية وقفة ترحم على روح الشهيد "ديدوش مراد" أمام النصب التذكاري المخلد لذكرى استشهاد عدد من الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ميدان الشرف. كما تم تقديم محاضرات القها العديد من المجاهدين يتمحور موضوعها حول مسيرة الشهيد البطل "زيغود يوسف" كما نشط المجاهدون والباحثون عدة ندوات . وتم تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية حول الشهيد "ديدوش مراد" أخرى حول الثورة التحريرية. للإشارة فإن "ديدوش مراد" الملقب ب سي عبد القادر المولود يوم 13 يوليو 1927 بالعاصمة، من عائلة متواضعة تعود أصولها إلى قرية إبسكريان بدائرة أغريب ولاية تيزي وزو، التحق بالمدرسة الابتدائية بالمرادية ثم التعليم المتوسط ، حيث تحصل على شهادة التعليم المتوسط في 1942 ثم انتقل إلى الثانوية التقنية بحي العناصر، ولأنه منذ صغره كان يمقت الاستعمار ولدت لديه الرغبة في الثأر لأبناء شعبه حيث انظم منذ 1942 إلى صفوف حزب الشعب وهو لم يبلغ سن 16. بعد سنتين عين كمسؤول على أحياء. و في 1946 أنشأ فرقة الكشافة "الأمل" كما أنشأ بدوره الفرقة الرياضية السريع الرياضي للجزائر"وفي 1947 نظم الانتخابات البلدية بناحيته، وكان ديدوش من أبرز أعضاء المنظمة الخاصة، كما تنقل لتنظيم الحملة الانتخابية للجمعية الجزائرية في الغرب الجزائري أين ألقي عليه القبض إلا أنه استطاع الفرار من مجلس القضاء، وإثر اكتشاف أمر المنظمة الخاصة في مارس 1950، وبعد فشل الإدارة الاستعمارية وضع يدها على الشهيد أصدرت في حقه حكما غيابيا ب 10 سنوات سجنا، ولكن ورغم كل المضايقات التي مارسها الاستعمار ضده إلا أنها باءت بالفشل، بحيث كون في 1952 رفقة بن بولعيد نواة سرية في العاصمة مهمتها صنع المتفجرات لتحضير اندلاع الثورة، لينتقل فيما بعد إلى فرنسا في مهمة، المراقبة داخل الفيدرالية، وإثر عودته إلى العاصمة قام رفقة أصدقائه بإنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل كما شارك في اجتماع "22" المنعقد في جوان 1954 الذي تقرر فيه انطلاق الثورة وهو الاجتماع الذي انبثق عنه أول مجلس للثورة من 5 أعضاء كان ديدوش أحد أعضائه (مسؤولا للناحية الثانية).