يشرع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بداية من اليوم، في زيارة عمل وصداقة إلى الجزائر بدعوة من نظيره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتأتي هذه الزيارة في وقت تعيش فيه المنطقة المغاربية على وقع التغيير الذي وقع في ليبيا والمغرب وتونس، كما يشكل الوضع الأمني في منطقة الساحل بعد عمليات القاعدة الأخيرة أهم نقطة قد تطرح على طاولة النقاش بين الرئيسين. زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر تعتبر الأولى من نوعها منذ اعتلائه كرسي الرئاسة في موريتانيا، حيث ستدوم ليومين كاملين بداية من السبت، سيتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات والمشاريع التنموية في عدد من المجالات، من بينها الطاقة والأشغال العمومية، وكذا قطاعات الفلاحة والتكوين والتعليم العالي والصيد البحري، وسيدرس ولد عبد العزيز مع نظيره الجزائري، سبل التعاون بينهما وتقييم ما تم التوصل إليه في هذا المجال، وجاءت هذه الزيارة في وقت تعرف فيه المنطقة العربية وكذا المغاربية، ظروفا جد استثنائية، حيث ساهمت ما عرف بثورات الربيع العربي، في سقوط رئيسين بكل من تونس وليبيا، وتغير في سياسة هذين البلدين، كما أدت هذه الثورات إلى صعود التيار الإسلامي في المغرب، يضاف إلى هذا الوضع المتأزم بكل من سوريا ومصر، غير أن أهم ملف قد يطغى على محادثات بوتفليقة وولد عبد العزيز، هو الملف الأمني بمنقطة الساحل، خاصة مع التصعيد الأخير للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تعد تهديدا مشتركا لكلا البلدين، وتجلى ذلك من خلال عمليات الاختطاف الأخيرة في تندوف ومالي، والعمليات المحتملة المعلن بموريتانيا. من زاوية أخرى، أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس الموريتاني سيغتنم تواجده بالجزائر ليقوم بزيارة لمدينة قسنطينة، وحسب المصادر ذاتها فإن ولد عبد العزيز سيخص هذه الولاية دون غيرها بهذه الزيارة، ولم تشر المصادر ذاتها إلى فحوى هذه الزيارة لكن ولد عبد العزيز أراد أن يضع رجليه بعاصمة موريتانيا القديمة قسنطينة التي امتدت حتى موريتانيا الحالية.