استقبلت نهار أول أمس حشود كبيرة من المواطنين جاءوا من مختلف التجمعات الريفية والأحياء الشعبية لبلدية البيرين, الواقعة على بعد 136 كلم شمال عاصمة ولاية الجلفة, لملاقاة الوالي أبو بكر الصديق بوستة الذي كان في ثاني زيارة له للبلدية قصد كشف خبايا تصرفات المسؤولين المحليين لاسيما رئيس الدائرة, حيث رددوا شعارات على طول المسافة الرابطة بين مشروع مقر الدائرة والمكتبة الحضرية والملعب الجواري بالمدخل الجنوبي للمدينة إلى المخرج الشمالي.. الوالي يستعجل المقاولين لاستكمال المشاريع الصحية أولى محطة تفقدية للوالي, كانت ورشة الاستعجالات الطبية الجراحية التي تعاني من عجز كبير في التأطير الطبي لاسيما الأخصائيين منهم رغم توفر كافة التجهيزات والإمكانيات والوسائل الطبية منها, حيث أكد خالد شيبان مدير الصحة وإصلاح المستشفيات للولاية الذي قدم شروحا وأجاب عن استفسارات طرحها كل من والي الولاية والمسؤوليين المرافقين له عن كيفية الاستغلال الأمثل لهذا المرفق الحيوي خاصة وأنه يحتل موقعا استراتيجيا ضمن المخطط التوجيهي لمدينة البيرين, حيث طمأن الجميع بأن 07 أطباء أخصائيين في مختلف التخصصات جراحة وطب خاص وعام سوف يلتحقون بالمنشآت الصحية المتواجدة بهاته البلدية خلال الأسبوع القادم, مضيفا بأن كافة الظروف الموضوعية متوفرة لاستقبالهم قصد تعزيز الخدمات الصحية اللازمة, لكن فور خروجه من مشروع انجاز مقر الدائرة الذي لا تتعدى نسبة انجازه 85٪ حيث شهد عدة توقفات وتعطلات منذ انطلاقه, الشيء الذي جعل الوالي يوجه انتقادات لاذعة للمقاول, حيث اعتبره تلاعبا واضحا من قبله, كون كل الصعوبات التي كانت تعترضه قد وجدت حلها الإيجابي من قبل مختلف الإدارات التي لها علاقة باإنجاز هذا المرفق العام. والشباب يشتكون من تصرفات رئيس الدائرة أحاط المئات من السكان بالوالي لاسيما الشباب منهم محملين بأكوام من رسائل الاحتجاج والتنديد بتصرفات وسلوكات رئيس الدائرة الذي منذ مجيئه إلى الدائرة غلق الأبواب وسد آذانه في وجه أي صوت وهذا برفضه استقبال المواطنين وغلق باب الحوار, حيث اعتبروه رأس الحربة في تفاقم المشاكل وزيادة المأساة الاجتماعية منها والاقتصادية مما جعلهم يعيشون في حالة قلق مستمر, الشيء الذي أدى بوالي الولاية إلى الإصغاء لمدة طويلة لانشغالاتهم الأساسية التي مست مجالات التشغيل, السكن, التهيئة العمرانية, حيث لازالت بعض الأحياء غير مهيأة وبدون إنارة عمومية وأخرى لم تربط بمادة غاز المدينة, وقد كشف هؤلاء السكان سوء التخطيط وتوجيه المشاريع التنموية من منشآت قاعدية التي وضعت في قلب واد المدينة الذي يهدد السكان ومن بين هاته المشاريع بناء بعض المحلات المهنية ومؤسسات تعليمية ومرافق ترفيهية في قلبه, غير مبالين بالنتائج التي ستنجر عن ما تجلبه الأودية المحلية الميتة لوادي المدينة فضلا عن التأخر في انجاز المشاريع التنموية المبرمجة, كما هو الحال لورشة مشروع إنجاز مستشفى 60 سريرا بالمدخل الغربي للمدينة الذي يشهد تأخرا ملحوظا, حيث لا تتعدى نسبة تقدم الأشغال به 35٪ رغم انطلاق أشغاله في07 /01 /2010 بكلفة إجمالية تجاوزت 2 مليار و700 مليون سنتيم, وهو الشيء الذي وقف عنده الوالي في هاته الزيارة, حيث أعطى تعليمات لمسؤول مكتب الدراسات باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لصد تلاعبات المخبر المختص و مواصلة الأشغال بوتيرة قوية ومستمرة, ونفس الشيء بالنسبة لمقر الدائرة الذي وجه بشأنه والي الولاية انتقادات كبرى للمسؤولين السابقين والحاليين, فعلاوة على سوء اختيار أرضيته كونه متواجدا في قاع الوادي, فإنه لا يعكس هيبة الدولة نظرا لهندسته التي لا تجسد مميزات وخصائص المرفق العام, لكن تهاون المسؤولين على توفير الإمكانيات المادية والمالية والتصاميم, إلى جانب تهاون المقاول ومكتب الدراسات المتابع للأشغال الجارية, جعلت المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية يرجع للوراء بتوجيه انتقادات لاذعة للمسؤولين المعنيين المحلين منهم والولائيين, متوعدا بمتابعة المقصرين, حيث أعطى مهلة وجيزة لتسوية كافة الحالات العالقة وإتمام المشروع في اقرب الآجال, معيبا على رئيس الدائرة تصرفاته المشينة التي جعلت سمعة المرفق العام محل انتقادات من الرأي العام المحلي, وهذا أمام جموع المواطنين الذين كانوا ينادون بإقالة رئيس الدائرة ومحاسبة المسؤولين المحليين الذين حادوا عن انشغالات المواطنين بكلمات تلقائية: «يا الوالي عرفنا رئيس الدائرة نطالب برحيله وفتح تحقيق في تسيير دواليب البلدية», وأمام ارتفاع درجة الغضب الشعبي والإصرار على كشف معاناتهم على المباشر لأول مسؤول عن الولاية ,حوصر الوالي بشدة بين جموع الغاضبين رغم الطوق الأمني لمصالح الدرك التي نجحت في فك الحصار عن الوالي ومرافقيه, غير أن الوالي كان شديد الاهتمام ,حيث تحاور مع جلهم رغم نرفزة البعض منهم. والي الجلفة يستقبل 30 مندوبا الاثنين المقبل لإعطائهم الفرصة أكثر, أمر بتخصيص حافلة خاصة ب30 مندوبا عنهم سوف يستقبلهم بمكتبه وبمواجهة المسؤوليين المحليين لاسيما رئيس الدائرة ورئيس البلدية لوضع حد لهاته المشاكل الموضوعية منها والمفتعلة يوم الاثنين القادم, مؤكدا للجميع بأنه قد أعطى تعليمات بفتح أبواب الدائرة والبلدية وكافة المصالح للاستماع إلى انشغالات هؤلاء والتحاور معهم في كل القضايا لحل مشاكلهم العالقة حسب الإمكانيات والوسائل المتوفرة والابتعاد عن الوعود البراقة وعدم استعمال منطق النفوذ والقوة, وهذا بالتنسيق الفعال مع المنتخبين المحليين, غير أن تلك الكلمات لم تطفئ نار الغضب, حيث تجمع المئات أمام المركب الرياضي الجواري 05 جويلية الشيء الذي حال دون زيارته من قبل والي الولاية رغم نجاحه في معاينة كل من ورشتي انجاز قاعة متعددة الرياضات و80 مسكنا هشا بالجهة الجنوبية للمدينة تحت طوق أمني مشدد, وللأمانة الصحفية فإن السلام قد تأكدت من مصادر أمنية مختلفة بأن المواطن بهاته البلدية عندما ينقطع عنه الغاز والإنارة وتضيق به السبل يتوجه إلى الدرك الوطني أو الشرطة قصد التدخل.