يشكل غياب النقل المدرسي هاجسا يؤرّق التلاميذ القاطنين بأحواش الرويبة الواقعة بالجهة الجنوبية للبلدية، حيث أصبحت حياة العشرات من التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار عرضة للخطر، كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة. وفي هذا الصدد، أكّد العديد من الأولياء أنّ أبناءهم مجبرون على قطع مسافة تزيد على الكيلومترين مشيا على الأقدام يوميا صباحا ومساءً للالتحاق بمدارسهم، إذ يجتازون الطريق الرئيسية، فضلا عن بعض المسالك الوعرة التي لا يمكن للصغار المتمدرسين بالسنوات الأولى اجتيازها، كما أن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس ولمسافة طويلة، جعلت التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك الشديد، الأمر الذي أفقدهم القدرة على الاستيعاب الجيد للدروس. وأضاف الأولياء، أن غياب ابتدائية بحي السكة الحديدية والحوش المحاذي لمقبرة "القدحية" يضطر بالتلاميذ للتنقل إلى الابتدائية المتواجدة بالقرب من محطة القطار، حيث يسلكون طريقا صعبا وتقل به الإنارة العمومية، ما يفرض على الأولياء مرافقة أبنائهم صباحا ومساء.. وأضاف محدثونا أن المسؤولية تتحملها الأمهات، ما ضاعف من معاناتهن خاصة اللواتي لديهن مسؤوليات أخرى. وأضاف الأولياء بأحواش الرويبة أن الطريق يشكل خطرا على حياة أبنائهم في ظل انتشار الكلاب على مستوى المنطقة والتي تتجول بكل حرية دون أن تتدخل الجهات المسؤولة للقضاء عليها خاصة أنها أصبحت تظهر في وضح النهار، وأشار الأولياء إلى أن متاعب أبنائهم تتضاعف في فصل الشتاء، حيث يتنقلون إلى مؤسساتهم في ظروف قاسية، إذ يتطلب منهم الخروج من المنزل مبكرا لضمان التحاقهم في الوقت المحدد بمقاعد الدراسة أو الاستنجاد بحافلات النقل الخاص العاملة على خط الرويبة – خميس الخشنة أو الرويبة – حمادي. وهي نفس الوضعية يعاني منها سكان حي السكة الحديدية بنفس البلدية، حيث عبر العديد من التلاميذ، عن استيائهم جراء الحالة المزرية التي يعيشونها يوميا والتي تتكرر كل سنة بسبب المشاكل والعقبات التي يواجهونها والتي أثرت بشكل سلبي على مستواهم الدراسي، حيث نجد في مقدمتها غياب النقل المدرسي إذ يعاني تلاميذ الحي مشقة التنقل للالتحاق بمقاعد الدراسة بقطعهم مسافة تزيد على الكيلومترين مشيا على الأقدام. وتطرق الأولياء إلى مشاكل أخرى أرقتهم تتمثل في حرمانهم من أهم المرافق الضرورية والتي جعلت حياتهم صعبة، وهم يطالبون بالمشاريع التنموية التي تخرجهم من عزلتهم. الأولياء يناشدون السلطات البلدية من أجل النظر في ظروف تنقل أبنائهم إلى مدارسهم وتوفير النقل لهم لتفادي المتاعب التي يواجهونها يوميا طيلة الموسم الدراسي. من جهتها، سلطات بلدية الرويبة وعلى لسان رئيس المجلس الشعبي، أكدت وجود نقص في حافلات النقل المدرسي على مستوى الأحواش التابعة لها مطمئنة الأولياء بحل المشكل.