تحوّلت ولاية تلمسان في السنوات الأخيرة إلى قبلة مافيا تهريب المخدّرات على رأسها الكيف المعالج، الكوكايين والوقود، حسب ما تبينه تقارير المصالح الأمنية التي ضاعفت من نشاطها هذه السنة وفكّكت عشرات الشبكات المنظمة التي تستغل الزوارق والطريق السيار لتسهيل مهمة نقل المخدرات. تكشف تقارير مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان عن تزايد قضايا المخدرات بشكل كبير مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة. وأكّد مصدر من مصالح الدرك الوطني، أن مختلف شبكات التهريب وسعت نشاطها بدرجة كبيرة وتعتمد كافة الأساليب والطرق لتمرير الكيف المغربي، وكان الأمر في البداية عبر الحدود البرية عن طريق المسالك الصعبة والمناطق التي تكثر فيها الغابات ليتعدى إلى البحر حيث أصبح المهربون يعتمدون على زوارق لتمرير سلعهم، ثم الاعتماد على الطريق السيار شرق-غرب، الذي صار نعمة على المهربين أكثر من المواطنين. في المقابل شددت مصالح الدرك الوطني من تواجدها في هذا الطريق حيث تم استحداث وسائل ومعدات عصرية لإبطال مخططات المهربين ونشاطهم المكثف واليومي، آخرها حجز عناصر الدرك الوطني بدائرة سبدو خمسة قناطير من الكيف المعالج، بعد تلقيها معلومات مؤكدة بوجود شبكة مختصة في تهريب المخدرات إلى التراب الوطني تحاول تمرير كمية معتبرة من المخدرات عبر الشريط الحدودي الغربي، وعلى إثرها قامت مختلف وحدات الدرك الوطني بوضع تشكيل أمني محكم بأماكن مختلفة على مقربة من الشريط الحدودي، حيث تمكنت من حجز شاحنة من نوع "اسيزي" وتوقيف صاحبها. وبولاية وهران، فكّكت مصالح أمن الولاية شبكتين دوليتين مختصتين في تهريب والمتاجرة بالمخدرات وحجز ما يزيد عن أربعة قناطير من الكيف المعالج في عمليتين منفصلتين. وكانت الشبكتان تنشطان انطلاقا من الحدود الغربية للبلاد ليمتد نشاطهما إلى دول أخرى، حيث تتكون من ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 50 و55 سنة ومختصين في تهريب والاتجار بالمخدرات من نوع الكيف المعالج وذوي سوابق عدلية والذين تم توقيفهم خلال العمليتين وفق نفس المصدر. كما سمحت العمليتان اللتان تمتا عبر عدة نقاط من ولاية وهران وخارجها بناء على تحرّيات معمقة بحجز سبع مركبات كانت تستعمل من أجل نقل هذه السموم، من بينها شاحنتين من الحجم الكبير وآلة حفر. ومن جهة أخرى، تمكنت فرقة البحث والتحري للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية وهران من توقيف أربعة أشخاص وبحوزتهم مخدرات موجهة للترويج. وسمحت العملية بحجز 15 كيلوغراما من الكيف المعالج و900 قرص مهلوس وسلاح ناري وهمي و10 سيوف من الحجم الكبير ومبلغ مالي قدره 62.200 دينار. في نفس السياق، قامت مصالح الأمن بحجز أكثر من ثمانية قناطير من الكيف المعالج بوهران، النعامة وغليزان وأكثر من 24922 قرصا مهلوسا في كل من ولايتي غرداية والجزائر العاصمة.