استطاع المستشفى الجامعي بباتنة افتكاك لقب النجاح بعد أن حقق نجاحا باهرا في عمليات زرع الكلى على مستوى القسم، وهذا بفضل الفريق الطبي الذي اكتسب الخبرة من فريق من الجزائر العاصمة الذي حول عاصمة الاوراس إلى قبلة يقصدها المرضى لإجراء عمليات من هذا القبيل لزرع كلية من ذوي المريض وهو اليوم يشرف على إجراء عديد العمليات. وكانت أول عملية زرع ونقل للكلى بمستشفى باتنة قد تمت بإشراف البروفسور حسين شاوش وذلك في مارس 2014 وهي السنة التي شهدت إجراء 14 عملية نقل وزرع للكلى من أحياء إلى ذويهم حسب ما أفاد به الدكتور أحمد بوقرورة رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى باتنة الجامعي في وقت سابق، والذي أكد بأن التحدي يبقى نقل وزرع الكلى من الميت إلى الحي بعد أن تم كسب رهان عمليات زرع الكلى من أشخاص أحياء على مرضى بالقصور الكلوي وهو الحلم الذي يسعى الجميع لتحقيقه بولاية باتنة. وقد قام الفريق المحلي في نهاية سنة 2016 بإجراء 6 عمليات جراحية لنقل الكلى من ذوي المرضى بعد أن برمجت 60 عملية أخرى خلال نفس السنة ونالت النجاح أين تحصلت جريدة "السلام" على الفرصة لحضور عملية نقل كلية من سيدة لزوجها وهذا بفضل علاقة الجريدة الطيبة مع المكلفة بالإعلام "بلغوار عتيقة" لدى المستشفى الجامعي ورئيس المستشفى الجديد "بلقرون مسعود" اللذان سهلا لنا المهمة لدخول الغرفة المخصصة للعمليات. السلام شاهدة على عملية نقل كلية من زوجة إلى زوجها كانت الساعة تشير إلى 10 صباحا عند نزولنا بالقسم المكلف بهذه العمليات، وجدنا المكلفة بالإعلام في انتظارنا، دخلنا مكتب عميروش مسؤول الجناح وبحضور المكلفة بالإعلام بالمستشفى والتي سهلت علينا المهمة كثيرا مؤكدة حرص مدير المستشفى بلقرون على توفير كل الأجواء لإنجاح هذه العمليات ودعم عمل رجال الإعلام وتسهيل مهماتهم في إطار انفتاح قطاع الصحة على الإعلام وضمان حق المواطن في معلومة صادقة ورسمية وموثوقة وسط أجواء ثقة متبادلة بين الإعلاميين وإدارة المستشفى. وبعد ضمان أجواء تنظيمية محكمة دخلنا رفقة بعض الزملاء من يوميات وطنية عمومية للمستشفى، أين استقبلنا الأطباء بحفاورة كبيرة من بينهم الدكتور شينار والمسؤول عميروش، حيث دخلنا غرفة العمليات بعد ارتداء اللباس الخاص بها وتنظيف أيدينا وتعقيمها إلى جانب بعض التعليمات التي تلقيناها من الطاقم الطبي قبل دخولنا للغرفة. وقد شرح لنا عميروش أن العملية التي نحن بصدد حضور جزء منها موجهة لزرع كلى من الحي وهو زوجة إلى زوجها فبدأت قلوبنا تخفق ونحن على مشارف دخول غرفة العمليات، حيث شاهدنا جزءا من خارج أسوارها وذهلنا لحجم تركيز وصرامة ودقة وانتباه الفريق الطبي لكل كبيرة وصغيرة أثناء اجراء العملية، لندخل بعدها وهم يعملون بدون كلل حيث كان 3 أطباء مختصين يجهزون مكان زرع الكلى قبل أن يلتحق بهم طبيب رابع وبجانبهم كان يجلس مختصون في التخذير ينتبهون لطريقة إجراء العملية في وجود ممرض آخر واقف ينفذ تعليمات المختصين ويزودهم بالأدوات اللازمة. من خلال الإمكانيات المادية والبشرية التي وجدناها ووقفنا عليها بأم أعيننا والتي تعكس الحقيقة البناءة لأطباء أرادوا أن يصنعوا من المعجزة حقيقة بعد أن كانت تجرى مثل هذه العمليات في دول أجنية، فبعد أن كان يدير هذه العمليات فريق من الجزائر العاصمة هو الآن بإدارة أطباء بقسم من أقسام عاصمة الاوراس باتنة الذي كسب خبرة عالية في مجال زراعة الكلى وبعد تمكنه من إنجاح زرع 60 عملية خلال 2016 وهي التي تمت برمجتها في وقت سابق زاد عليها ببرمجة انجاز 6 عمليات أخرى لفائدة مرضى القصور الكلوي، والقادمين من مختلف ولايات الوطن، لتضاف 50 عملية زرع كلى أجريت العام الماضي، لمرضى عانوا لسنوات طويلة من أمراض الكلى، بعدما كان الطاقم الطبي المتكون من أطباء شباب تحت إشراف الدكتور أحمد بوقرورة وبتأطير ومتابعة من البروفيسور شاوش حسين عميد ورائد زرع الكلى بالجزائر منذ سنة 1986، يراهن على القيام ب40 عملية جراحية فقط، ليكسب بذلك التحدي ويعيد الأمل للمرضى وعائلاتهم بفضل إرادة الطاقم الطبي والدعم الكبير المقدم من طرف المستشفى الجامعي، ورغبة كذلك المرضى في حياة جديدة بدون معاناة، حيث يراهن الفريق الطبي الشاب على التغلب على عائق ندرة الأعضاء البشرية، كون كل المتبرعين حاليا من عائلة المريض، كون اغلب عمليات زرع الكلى بنقلها من الميت إلى الحي، أين يأمل ذات الفريق بإنجاح عمليات زرع أعضاء الأموات خاصة منهم الذين تعرضوا لحوادث مرور مميتة وهم يتمتعون بكليات جيدة. غادرنا غرفة العمليات وسط تهانينا للفريق الطبي بشجاعته الكبيرة في إنقاذ أرواح الناس حيث نزعنا ملابس غرف العمليات بعد شكرنا للفريق الطبي ومسؤولي المستشفى منوهين بدور المدير بلقرون مسعود في مساعدتنا على انجاز هذا التحقيق الميداني من خلال مرافقة المكلفة بالإعلام لنا في كل كبيرة وصغيرة لنقل حقيقة مجهودات الدولة الجزائرية وطاقمها الطبي لتطوير قطاع الصحة وتقديم خدمة أفضل للمرضى.