أعلن محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس أنّ كلفة الحج لموسم 2017، بلغت 496 ألف دينار جزائري أي ما يعادل 49.6 مليون سنتيم، كاشفا عن فتح بوابة إلكترونية للمواطنين، تمكّنهم من متابعة حالات ذويهم في البقاع المقدسة عبر شبكة الأنترنيت. أوضح الوزير لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى "المجاهد"، أنّ السوار الإلكتروني الذي قرّرت مصالحه استعماله، كلّف الخزينة العمومية ميزانية إضافية. هذا وكشف المتحدث بالمناسبة، عن توقيف إطارات في وزارته وآخرين في ديوان الحج والعمرة، بسبب سوء التسيير وتقصيرهم في توفير الخدمات للحجاج، وعدم الإحساس بمعاناتهم. "الجزائر الوحيدة في العالم التي لا تُملي الخطب على الأئمة" من جهة أخرى نفى محمد عيسى، فرض وإملاء الدولة الخطب على الإئمة سواء عن طريق وزارته أو من خلال هيئات رسمية أخرى، مبرزا أنها تتحكم في الخطاب المسجدي "تربويا" لا غير، وصرّح قائلا في هذا الشأن "الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي لا يملي الخطب على الأئمة"، مبرزا أن الدولة تتحكم في الخطاب المسجدي تربويا، متوعدا في هذا الشأن من ينحرفون بالخطاب المسجدي نحو مسالك التطرف والعنف بعقوبات قاسية. في السياق ذاته شبّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الإمام بالصحفي، من حيث تمتعهما بهامش من الحرية، وقال "الصحافي يصنع الرّأي ويغيّر مجرى التفكير، كذلك الإمام"، مشيرا إلى أن هذه الحرية لا ينبغي أن تمارس بشكل سيئ وعلى نحو يضرّ بثوابت الأمة ومصالح البلاد. وبعدما توعد المتحدث من ينحرفون بالخطاب المسجدي نحو مسالك التطرف والعنف بعقوبات قاسية، حذّر من مغبة ترويج فكرة جماعة "بوكو حرام" النيجيرية التي نشأت على أساس عدم تمدرس الناس في المدارس الحكومية إستبعادا للإستغراب - يقول وزير الشؤون الدينية والأوقاف - الذي أضاف يقول "وراحت تقتل (جماعة بوكو حرام) المدرسين والمتدرسين .. وعليه فإن إمتداد هذه الفكرة إلى الجزائر سيكون بمثابة الكارثة". "الجزائريون مدعوون لتبني التدين الوسطي ونبذ التطرف" كما دعا محمد عيسى، بالمناسبة الجزائريين إلى ضرورة العودة إلى تبني التدين الوسطي ونبذ التطرف، مؤكدا أن ذلك ممكن إذا ما غُيرت بعض القوانين وعُدلت لوائح، وتم مراجعة منظومة تعليم القرآن، والتنسيق مع وسائل الإعلام لتأطير الخطاب الديني، وأكد في هذا الشأن عزم مصالحه على تجسيد ذلك على أرض الواقع، وقال في هذا الصدد "عازمون على إبراز صورة الإسلام السمحة، وأجدادنا هم من ورثوا الإسلام الوسطي من خلال الفقهاء العشرة، ونموذج الدولة العبيدية في شمال إفريقيا ونقلها الوسطية والإعتدال إلى الأندلس، والحضارة التي إشتهرت هناك وخصوصا في قرطبة".