يتجه جمال ولد عباس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، نحو إستحداث مبادرة وطنية تكون بديلا لمشروع التوافق الوطني الذي قدمته حركة مجتمع السلم مؤخرا، وذلك بإنطلاقه في عقد مجموعة من اللقاءات مع رؤساء الأحزاب والتيارات الوطنية، في إطار إنفتاح الحزب العتيد على كل الأحزاب التي لها تمثيل وإمتداد شعبي. أكد ولد عباس خلال اللقاء التشاوي الذي جمعه أمس بقيادات حركة البناء، بمقر "الأفلان" في حيدرة، أن حزبه يسعى للم الشمل، وأن هناك العديد من النقاط المشتركة مع المبادرة السياسية للحزب، وفي مقدمتها المحافظة على وحدة الوطن، عن طريق الاتفاق على مبادرة التوافق الجزائري للجميع. من جهته نفى رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أن يكون اللقاء الذي جمعه مع قيادات حزب جبهة التحرير الوطني، لعرض مبادرته السياسية تشويشا على حزب آخر، في إشارة واضحة منه لحركة مجتمع السلم، موضحا أنّ لقائه بولد عباس الخاص بعرض مبادرة التوافق الوطني التي أطلقتها البناء سابقا، قد تمت برمجته منذ أزيد من شهر، وذلك خلال اللقاء الأول الذي جمع الحزبين. هذا وعبّر بن قرينة عن فخره بالشراكة التي تجمعه مع حزبي جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، كونهما تساهمان في بناء الجدار الوطني الذي يحميه من أي تدخل أجنبي، مؤكدا أن المسؤولية سيتحملها الجميع في حال وجود أي انزلاق من خلال التحركات الشعبية التي تعرفها البلاد. وأبرز رئيس حركة البناء، أن موقف حزبه من الرئاسيات المقبلة سيحدد خلال إجتماع مجلس الشورى الوطني المنتظر الخريف المقبل، دون أن يستبعد إمكانية دعم الرئيس بوتفليقة في حال ما ترشح لعهدة خامسة، حيث أكد أنه شخصيا مع خيار الحفاظ على المكتسبات، وسينخرط في أي مسعى يخدم الدولة الجزائرية، إما بالترشح أو بدعم مرشح آخر، مؤكدا أن المقاطعة ليس خيارا مطروحا بالنسبة لتشكيلته السياسية.