تناولت صحف فرنسية مواضيع تشير لإخفاقات بالجملة في تعاطي سيد “الإليزيه” الأول “نيكولا ساركوزي”، جعلته يواجه فضائح اقتصادية وأمنية قد ترهن مستقبله السياسي وتقطع أمامه طريق الوصول لعهدة رئاسية ثانية. ونشرت صحيفة “ليبيراسيون” الاثنين الماضي مقالا يشير إلى أن الرئيس ساركوزي هو أحد المتورطين في ما عرف بقضية “كراتشي”، حيث استند المقال على تصريح لمسؤول سابق في وزارة الدفاع الفرنسية يؤكد فيع أن الرئيس ساركوزي كان على علم ببيع ثلاث غواصات إلى باكستان وإنشاء شركة “هاين” المالية في لوكسومبورغ، لاستغلال أموال هذه الصفقة في تمويل الحملة الانتخابية للمرشح إدوارد بلادور. وأوردت “ليبيراسيون” أن أطوار القضية تعود إلى العام 2002، عندما أدى هجوم في مدينة كراتشيالباكستانية إلى مقتل أربعة عشر شخصا بينهم أحد عشر فرنسيا وفرضية وقوف الاستخبارات الباكستانية وراء الهجوم، انتقاما لوقف فرنسا دفع عمولات كانت وعدت بها خلال إبرام صفقة بيع غواصات لباكستان عام 1994، عندما كان ساركوزي يتولى منصب وزير المالية واحد الداعمين لترشح إدوارد بلادور لمنصب الرئاسة الفرنسية. وتابعت الصحيفة الفرنسية تقديم أداء الرئيس نيكولا ساركوزي بإثارتها ملف مقتل الرهينتين الفرنسيين المختطفين مطلع العام 2011، مرجعة سبب النهاية التراجيدية لهذين الفرنسيين المختطفين من النيجر على يد عناصر القاعدة لأخطاء ارتكبتها القيادة العسكرية. وفي الموضوع كتبت الصحيفة في موقعها الإلكتروني أمس الجمعة، أن فضيحة جديدة تنضاف لمسلسل الفضائح التي تعصف بإدارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وتهدد مستقبله السياسي، لشهادة الإرهابي محمد الأمين ولد محمدو ولد امبال المكنى “معاوية” والبالغ من العمر 22 سنة، خلال التحقيق الذي أجري معه في مكان اعتقاله بالعاصمة الموريتانية نواقشوط من طرف القاضي الفرنسي إيف جانيي أن الرعيتين الفرنسيين، أنطوان ديلوكور وفانسون ديلوري، قتلا على يد الجيش الفرنسي. ونقلت الصحيفة أن معاوية أكد أنه التقى إرهابيا يدعى “فيصل الجزائري”، أخبره أن أحد الرهينتين قتل رميا بالرصاص من رشاش كلاشنيكوف، موضحا أن الرهينة كان اسمه أنطوان ديلوكور، وأنه قُتل لأنه كان يؤخر هروبه جريا على الأقدام في الصحراء مباشرة بعد محاولة التحرير الفاشلة لقوات الكوماندوس الفرنسية. وأضاف المتحدث وفقا لما ذكرته –ليبيراسيون- أن الإرهابي فيصل الجزائري أخبره أن الرهينة الثاني واسمه فانسون دولوري، قتل احتراقا داخل سيارة كان على متنها، إثر تعرضها للقصف، من طرف القوة الفرنسية المهاجمة، موضحا أن السيارة تلك كانت محملة ببراميل الوقود، وهو ما عجل باحتراقها ومقتل من كان على متنها. واتبعت- ليبيراسيون- الموضوع بتحليل يرى في هذه المستجدات إضافة إلى اخفاقات ساركوزي التي ستؤلب الرأي العام الفرنسي على الحكومة الفرنسية وبشكل خاص على سياسات الرئيس التي وصفتها ب “الانتحارية”.