أثار الإعلان عن القائمة الأولية لمسابقة شاعر الجزائر 2011 التي تنظمها جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، الكثير من ردود الأفعال وسط الساحة الشعرية في الجزائر. واختلفت الآراء ووجهات النظر بالنسبة للقائمة المعنية بالترشح وسط مؤيد ومعارض. وفي خضمّ كل هذا ارتأينا جس نبض بعض الشعراء من لديهم علاقة بهذه المسابقة سواء من قريب أو بعيد. سليمان جوادي رئيس لجنة التحكيم في المسابقة ل “السلام”: ”أنوّه بمبادرة الجمعية لكن الإعلان عن القائمة جاء بتسرع وبدون استشارة أهل التخصص” قال الشاعر سليمان جوادي في تصريح للسلام أن الإعلان عن القائمة جاء فيه نوع من التسرع، مؤكدا ضرورة مراجعة القائمة التي وضعتها الجمعية، وموضحا بأن هدف الشعراء من خلال هذه المسابقة أصبح بهدف إعلاء اسم معيّن ولأغراض تجارية بحتة. ونوّه سليمان جوادي بمبادرة جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، واصفا إياها بالرائعة، لكنه انتقد، في نفس الوقت، عدم استشارته في وضع القائمة، مضيفا بأن القائمة التي أعدتها الجمعية لا تتعدى حجم مسابقة شاعر السنة في الجزائر. وفتح النار جوادي على بعض الشعراء، واصفا إياهم بالنرجسيين لعدم تواجد أسمائهم في القائمة والانتقادات التي طالت شخصه؛ بحكم ترؤسه لجنة التحكيم. وأضاف، في نفس السياق، أنه لم يشارك في عملية الانتقاء. وقال جوادي بأن الشعراء الحاليين في الجزائر خاصة الشباب منهم، لا يتقبلون روح المنافسة، موضحا أن الانتقادات جاءته من طرف أشخاص وصفهم بأدعياء الشعر. وفي الأخير، جدد الشاعر استحسانه المبادرة ولكن ضد الطريقة التي جاءت بها، خصوصا التسرع في وضع القائمة. رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام عبد العالي مزغيش يرد: ”وضعنا القائمة الأولية لجس النبض عبر المواقع الاجتماعية” في حديث عبر الهاتف جمعنا مع عبد العالي مزغيش رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، كشف لنا أن المسابقة هي الأولى من نوعها في الجزائر، وتهدف إلى تحفيز الشعراء على الكتابة والإبداع، وتخص الشعراء في الداخل والخارج والتعريف بهم لدى الجمهور. وقال مزغيش: “القائمة التي وضعتها الجمعية أولية، وتهدف إلى جس النبض عبر المواقع الاجتماعية، والقائمة تخص من أصدروا أعمالهم سنة 2011”. وحول الانتقادات التي طالت الجمعية والقائمة التي اختارتها قال مزغيش إنه يتفق مع من قال بأن الجمعية تسرعت في إطلاق هذه المبادرة. وأضاف أن هذه الانتقادات ستؤخذ بعين الاعتبار، وسيتم توسيع القائمة. وفي الوقت نفسه أعرب المتحدث عن أسفه من أن الانتقادات جاءت من أسماء شابة، إذ يُفترض الوقوف إلى جانب الجمعية في هذه المبادرة. وحول قضية انسحاب بعض الشعراء من المسابقة قال مزغيش إن هذا الانسحاب يخدم المسابقة، واصفا إياهم بشعراء الرداءة، موضحا أن القائمة تم انتقاؤها دون محسوبية. تفاجأ لعدم وجود اسمه في القائمة، الشاعر خالد بن صالح ل “السلام”: “تلقيت عدة رسائل تستفسر عن وجود اسمي في المسابقة” قال الشاعر خالد بن صالح في تصريح لجريدة السلام بعدم الإنصاف في القائمة المعنية بالمشاركة في مسابقة شاعر الجزائر 2011. وأضاف بأن الاختيار يختلف في وجهات النظر، فحسب وجهة نظر الجمعية فهي تقترح والجمهور يصوّت، واستغرب خالد بن صالح عدم وجود اسمه في القائمة. وبشأن انسحاب الشاعر رابح ظريف قال بن صالح أنه يسانده في الخطوة التي قام بها. وأضاف بأن هناك عدة أسماء جديدة وصفها بالدخيلة على المشهد الشعري، وأن من الأحسن وجود لجنة قراء وتصويت أكبر. وفي الأخير قال إن المبادرة رائعة ولكن يجب أن تكون احترافية وذات مصداقية؛ نظرا للأسماء الكبيرة التي تم إقصاؤها من القائمة، واصفا بأن الأسماء والمبادرة، في حد ذاتها، إشهار لها والأسماء المشاركة. الشاعر رابح ظريف يطلق تصريحات نارية ويكشف: ”انسحبت من المسابقة لأنها لا تخضع لمعايير واضحة!” كشف الشاعر رابح ظريف، في اتصال هاتفي مع جريدة السلام، بأنه وضع بيانا للانسحاب من المسابقة لعدم وجود معايير واضحة وجدية في العمل، مضيفا، في نفس السياق، أن الجمعية تسرعت في مبادرتها. وشكّك الشاعر في القائمة التي أفرزتها جمعية الكلمة للثقافة والإعلام. وأضاف الشاعر بأن الجمعية “اتخذت معيارا غريبا نوعا ما”، والمتمثل في المشاركة الخارجية للشعراء كمعيار للاختيار، موضحا بأن هذه المسابقة يجب أن لا تتخذ من التمثيل الخارجي معيارا لها. وأضاف المتحدث بأن غموض المعايير وعدم وضع مقاييس واضحة دفعه للانسحاب من المسابقة، قائلا: “لقد ناضلنا من أجل أسمائنا؛ لذلك لا بد من الحفاظ على المكانة التي وصلنا إليها”. واستغرب رابح ظريف وضع اسمه في القائمة من دون استشارته في الأمر، وهذا ما “زاد الطين بلة”، على حد قول هذا الأخير، وما دفعه لوضع بيان الانسحاب. وفتح نفس المتحدث النار على القائمة التي تم اختيارها، واصفا بعض الأسماء المشاركة بأشباه الشعراء، مضيفا بأن المشهد الشعري في الجزائر يشهد مشاكل كثيرة، وأن المسابقة ستعفّن الأوضاع أكثر، داعيا، في الوقت نفسه، إلى التكوين في المجال الشعري، فعلى حد وصفه، الأمسيات الشعرية والملتقيات أصبحت عبارة عن زردات ولا يمكن لسابقة كهذه أن تضيف شيئا للمشهد الثقافي. وفي الأخير قال رابح ظريف بأن من الأولى على اللجنة القائمة على مسابقة بحجم شاعر الجزائر، أن تشرك الهيئات الأدبية في ترشيح الأسماء ووجود أسماء كبيرة تستحق الوقوف كلجنة تحكيم.