براعم الجزائر تحت رحمة شبكات تهريب مغربية لاستئصال أعضائهم البشرية كشفت مصادر موثوقة ل »السلام« عن تمكن مصالح الأمن من تفكيك شبكة دولية مغربية متورطة في خطف الأطفال من الجزائر نحو التراب المغربي عبر الحدود، بواسطة أفارقة ومغاربة وجزائريين يقومون ببيع الطفل الواحد ب 40 مليون سنتيم لأفراد الشبكة بوجدة المغربية، حيث تستأصل أعضاءهم البشرية لتحول بعدها نحو أوروبا. انكشفت خيوط هذه الجريمة التي تقف من ورائها عصابة دولية تتخذ من مدينة وجدة المغربية مقرا لها، بعد توقيف عناصر تنشط بمغنية بتلمسان أسندت لها مهمة اختطاف الأطفال الجزائريين ثم تهريبهم عبر طريق حدودي مشيا على الأقدام نحو التراب المغربي، وتبين من خلال التحقيقات الأمنية مع الموقوفين، أنهم من جنسيات مغربية وآخرون من بلدان إفريقية يقيمون بطريقة غير شرعية بين الجزائر والمغرب، وتضم الشبكة أيضا بعض الجزائريين. شبكات تهريب خاصة لاستئصال الأعضاء البشرية وحسب ما أفاد به أحد العناصر الموقوفة لمصالح الأمن، وهو مغربي يقيم بمدينة الناظور شمال المملكة المغربية، فإن الشبكة مختصة في اختطاف الأطفال بالجزائر وتهريبهم عبر الحدود الغربية إلى عيادات خاصة بمدينة وجدة وضواحيها لاستئصال أعضائهم البشرية، خاصة الكلى وقرنية العيون، وأوضح أن الطفل الجزائري البالغ من العمر سنتين مثلا يباع بحوالي 40 مليون سنتيم، وكان هذا المغربي مكلفا باختطاف أحد الأطفال الصغار، ثم نقله على متن سيارة من نوع رونو 12 تنتظره على بعد أمتار لتهريبه إلى الحدود، ومنها إلى مدينة وجدة التي يتم التنقل إليها بعد قطع مسافة حوالي 8 كلم سيرا على الأقدام، ليتم تسليمه إلى رئيس الشبكة، الذي يقوم بدوره ببيع الأطفال إلى عيادات طبية جراحية خاصة بمدينة وجدة وعديد من المدن المغربية، وذلك لاستئصال أعضائهم البشرية خاصة الكلى وقرنية العين، لبيعها لشبكات المتاجرة بالأعضاء البشرية التي لا يستبعد أنها تنشط على مستوى دولي. 40 ألف درهم مغربي مقابل تهريب طفل ذي 6 سنوات وقال المغربي حسب ما أطلعتنا عليه ذات المصادر، إنه يتلقى مبلغا قدره 40 ألف درهم مقابل ذلك، وكشف عن وساطة جزائري يقيم بمغنية، كان يقوم بجمع معلومات عن الأطفال المرشحين للاختطاف بترصد تحركاتهم ووضع الخطة للمغربي، وعدد من الأفارقة من المهاجرين غير الشرعيين من مالي والسينغال والنيجر، قدره المغربي بحوالي 6 أفارقة، إضافة إلى مغربيين، كان دورهم يتمثل أيضا في النقل وتوفير التغطية الأمنية، حيث كانت مصالح الدرك والشرطة أكدت في وقت سابق عدم معالجتها أي قضية تتعلق بالمتاجرة بالأعضاء البشرية، في تعليق على سلسلة الاختطافات التي مست، خاصة فئة الأطفال، في عديد من المناطق والولايات، وقد كانت مصالح الدرك بولاية تلمسان قد أحبطت قبل حوالي 3 سنوات محاولة اختطاف صبية تبلغ من العمر 3 سنوات من الكونغو، تقيم مع والدتها اللاجئة بالعاصمة، وتم تهريبها إلى مغنية وطلب الخاطفون فدية مقابل تحريرها، قبل توقيفهم من طرف عناصر الدرك، ولا يستبعد خطف الطفلة للمتاجرة لاحقا بأعضائها البشرية، وتفيد بعض معطيات أن أجهزة الأمن المغربية قامت أواخر سنة 2006 باكتشاف مقبرة بمسكن مغربي يقيم بمدينة وجدة عثر بداخلها على حوالي 16 هيكلا عظميا لأطفال تقل أعمارهم عن 10 سنوات، لا يستبعد نزع أعضائهم البشرية ودفنهم في هذا المكان، وتكتم المحققون المغاربة عن الكشف عن نتائج التحقيق. الطفل سعيد..واحد من بين الضحايا هذا وكانت ظاهرة خطف الأطفال قد أخذت منحى آخر بغرب البلاد، وبالأخص في مغنية بولاية تلمسان، وقد استيقظ الرأي العام خلال السنة الماضية على وقع قضية أثارت حفيظة سكان المنطقة، ولا تزال خيوطها لم تتضح حتى الآن، حيث أحبطت مصالح الدرك الوطني، محاولة اختطاف طفل في الثانية من عمره من طرف مغربي، وكانت بدايتها عندما توجه رب عائلة إلى محل لبيع المواد الغذائية بحي أولاد بن صابر التابع لبلدية مغنية الحدودية، وترك زوجته وابنه الصغير داخل سيارته من نوع 504، ليستغل شخص، تبين لاحقا أنه مغربي الجنسية، غياب الوالد، وحاول اختطاف الصغير «سعيد» البالغ من العمر عامين، لكن والدته قاومته وقامت بالصراخ، خاصة أمام إصرار الخاطف على أخذ الطفل، وفي هذه الأثناء، كان أفراد الدرك الوطني في دورية على بعد أمتار ليتدخلوا ويتم توقيف الخاطف متلبسا وتحويله إلى الفرقة الإقليمية للدرك بمغنية للتحقيق، حيث توصل الدرك إلى أن الخاطف شخص مغربي يبلغ من العمر 30 عاما وكان مقيما بمغنية بصفة غير شرعية منذ حوالي 6 أشهر.