هل تنتهي المأساة؟ كان "نصرو" واسمه الحقيقي نصر الدين العيد، يلعب أمام مقر سكناه بالقليعة بتيبازة في حدود الساعة الرابعة زوالا عندما اختطفته سيدة ونقلته على متن سيارة أجرة الى بوسماعيل ومنها الى العفرون بالبليدة، وتمكنت مصالح الأمن من القبض على الخاطفة واعترفت للمحققين أنها قامت ببيعه ب90 ألف دج لشبكة متسولين ليصدر ضدها حكم ب10 سنوات سجنا نافذا. * عائلة الطفل تطالب عبر جريدة "الشروق اليومي" الجهات القضائية بإعادة فتح القضية التي تعود الى عام 1999 ومباشرة تحقيق تكميلي لمعرفة مصير الطفل الذي يبلغ من العمر اليوم 13 عاما، وتثير هذه القضية مجددا مصير الأطفال المختطفين بعد تسجيل عدة حالات وإحباط محاولات مؤخرا لاستغلال الأطفال جنسيا أو تجنيدهم في شبكات التسول والتهريب. * * * لجنة "أس أو أس أطفال مختطفون" تطالب بالتحقيق في تنويم الأطفال الشحاتين * ويشير ملف الصغير المختطف المتوفر لدى "الشروق اليومي"، أن الطفل كان يلعب كالعادة أمام مقر بيته عندما ترصدته سيدة تدعى (ش.خديجة) واختطفته وثبت لاحقا أنها متسولة تمتهن الدعارة والسرقة حسب التحقيق الأمني الاجتماعي، وتم توقيفها بناء على مواصفات قدمتها جارة عائلة الفتى التي شاهدت الطفل رفقتها يجهش بالبكاء. * واعترفت الموقوفة أثناء المحاكمة باقترافها جريمة الاختطاف وبأنها قامت ببيع الصغير بمبلغ 90 ألف دج وتمت إدانتها ب10 سنوات حبسا عام 2004 فيما استفادت شريكتها من البراءة، لكن ما أثار العائلة هو أن الخاطفة لم تذكر مصير الطفل ولم تكشف عن مكان تواجده للمحققين والعدالة، ليتساءل خال الفتى في تصريح ل"الشروق اليومي": نحن نطالب بمعرفة مكانه ومصيره، لقد راسلنا كل الجهات وننتظر إعادة فتح التحقيق مع هذه السيدة "خاصة بعد تردد معلومات عن قيام نفس الخاطفة ببيع طفلها غير الشرعي لشخص يمتهن الجزارة بالمنطقة". * وأعاد اليوم الأستاذ نورالدين بلميهوب الذي يرأس لجنة "أس أو أس" أطفال مختطفين التابعة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان فتح الملف على خلفية انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال في الآونة الأخيرة، وأشار المحامي إلى أن إحباط مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان بداية السنة لمحاولة اختطاف صبي لتهريبه الى المغرب للمتاجرة بأعضائه يعد من أخطر القضايا التي أكدت بالأدلة بروز شبكة مختصة في المتاجرة بالأعضاء البشرية في الجزائر، وكشفت على صعيد آخر، عن خلفيات اختطاف الأطفال لاستغلالهم جنسيا ثم اغتيالهم أو انتزاع أعضائهم أو تجنيدهم في شبكات التسول والتهريب والسرقة. * وكانت مصالح الأمن قد قامت في وقت سابق بتفكيك شبكة مختصة في التسول تتكون من أطفال كانوا يقومون بجمع "الخبز اليابس" لكنهم في الواقع كانوا يترصدون السكنات الشاغرة ومنازل الميسورين لسرقتها. * وأضاف الأستاذ بلميهوب في هذا السياق "نلاحظ كثيرا وجود أطفال من نفس العمر وتختلف ألوان بشراتهم برفقة سيدة متسولة وهذا أمر مثير للتحقيق في هوية هؤلاء الصغار الذين لا يكونون بالضرورة أبناءها"، كما تحدث عن سوء معاملتهم من خلال "ملاحظة آثار الضرب عليهم والعنف أيضا" لكنه ركز وهو يتحدث ل"الشروق اليومي" عن هذه الظاهرة، عن ظاهرة "تنويم " الأطفال المتسولين في الشوارع والطرقات "نجدهم نياما لساعات طويلة وهذا غير طبيعي وحتى عند استيقاظهم لا يكونون طبيعيين" ليطالب بتكثيف الدوريات الأمنية وحماية هؤلاء الصغار.