تشهد العديد من مراكز البريد المتواجدة ببلديات ولاية بومرداس, ظاهرة الاكتظاظ داخل مكاتبها, التي صارت هاجسا يحول دون قضاء مصالح السكان, حتى صار الهروب من مركز بريد لآخر لا يحل المشكلة تماما, الأمر الذي تَسبب في امتعاض المواطنين, وفي مقدمتهم سكان بلدية زموري, الذين عبّروا عن أسفهم الشديد بسبب تعطل أجهزة الإعلام الآلي من جهة, والازدحام الذي يطالهم داخل مكاتب البريد من جهة أخرى, مطالبين في السياق ذاته بضرورة إيجاد الحل في أسرع الأوقات, خاصة أن هذه الظاهرة أرقت هؤلاء المتضررين, وتسببت في ضياع وقتهم من جهة, وعرقلة مصالحهم من جهة أخرى. انقطاعات متكررة وطوابير غير متناهية السكان أكدوا أن ظاهرة الاكتظاظ أضحت هاجسا حقيقيا يتسبب لهم في تكرار المعاناة كلما دخلوا مكتبا بريديا, جراء الانقطاعات المتكررة للشبكة الإلكترونية الخاصة بشباك سحب الرواتب خلال أيام تقاضي أجور العمال, وتزامنا مع تلك الانقطاعات التي تحدث في الشبكة الداخلية للحاسوب المخصص لذلك, فالسحب بالبطاقة الإلكترونية يتوقف مع انقطاع هذه الأخيرة هو الآخر, ويزيد الوضع تعقيدا. أما عن مشكل الطوابير الطويلة والأشخاص الذين يتجمعون أمام الحاسوب الخاص بنقطة سحب الرواتب وطلب معرفة الرصيد, فقد أكد من تحدثنا إليهم أن الوضع بات مزعجا وقلقا للغاية, نظرا لكثرة إقبال الزبائن على مكتب البريد. تضاعُف عدد السكان وتراجعٌ في مستوى الخدمة وحسب بعض المواطنين القاطنين ببلدية زموري غرب ولاية بومرداس, فإن سبب الاكتظاظ الدائم يعود إلى الكثافة السكانية التي تعرفها ذات البلدية, خاصة بعدما زاد عدد المباني الجديدة. وما يزيد الأمر سوءا هو تعطل أجهزة الكمبيوتر وحدوث انقطاعات مفاجئة في الشبكة الإلكترونية, فيتعذر عليهم تسلّم أموالهم التي يكونون في أغلب الأحيان بحاجة ماسة إليها. وفي انتظار تسلّم الأموال يضطر المواطنون إلى البقاء لعدة ساعات في طوابير لا متناهية, خصوصا أثناء فترة تسليم الرواتب, حيث تنشب عدة شجارات ومناوشات بسبب سوء التفاهم حول الأدوار, إذ لا يحترم بعضهم دور الآخر, ما يجعلهم في صراع, يتطلب في بعض الأحيان تدخّل الغير من أجل تهدئة الطرفين. انعدام صكوك النجدة مشكل آخر من جهة أخرى, اشتكى بعض الزبائن من عدم الاستفادة من الصكوك البريدية, خاصة أن منهم من لا يملك البطاقة المغناطسية, ما يضطرهم للانتقال إلى مراكز مجاورة قصد الاستفادة من صكوك الإنقاذ في ظل الزحمة الخانقة والاكتظاظ الكبير. وأمام المشكلة التي باتت هاجسا يقلق عددا هائلا من سكان البلدية, فقد فضّل هؤلاء المتضررون رفع انشغالهم عساهم يجدون الآذان الصاغية التي تقلل من حدة هذه المشاكل, التي تضطر المواطنين, في الغالب, لقضاء نصف يوم للتفرغ من قضاء حاجياتهم رغم أننا في زمن التطور والسرعة, التي لاتزال بعض القطاعات ببلدية زموري, تشكو من غيابها ليومنا هذا.