تعقد أحزاب التكتل الاسلامي الثلاثة اليوم الأربعاء حفلا وطنيا بروتوكوليا لتوقيع وثيقة هذا التحالف، وهي عبارة عن أرضية تشمل عرض الأسباب والدوافع التي فرضت تأسيس هذا التحالف ومجمل الأهداف التي ستسعى الأطراف المتحالفة لتحقيقها. ويحضر الحفل الذي ستجري فعالياته بفندق السفير بالعاصمة نحو 250 شخصية وطنية من بينها أكاديميون، بالإضافة على مسؤولي المكاتب الولائية والهيئات القيادية المركزية للأحزاب الثلاثة المتحالفة وهي حركة حمس «النهضة» والإصلاح«. وينشط الحفل كل من رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني، أمين عام حركة النهضة فاتح ربيعي والأمين العام لحركة الإصلاح الوطني حملاوي عكوشي، حيث سيلقي كل من الزعماء الثلاثة كلمة يتناول فيها القناعات التي أدت للانخراط في هذا التكتل، ويرتقب أن يلعب رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني دورا محوريا في هذا التكتل والتطرق لتجربة حركته مع التحالف الرئاسي وتطلعاتها وطموحاتها من تكتلها مع حركتي النهضة والإصلاح. ويتبع لقاء اليوم، باجتماع عمل مغلق للأطراف الثلاثة سيكون -حسب مصادر من هذا التحالف- للبت في صيغة التسيير والإشراف، حيث يغلب التوجه نحو اعتماد صيغة القيادة الجماعية والتركيز على إعداد قوائم انتخابية مشتركة في الدوائر الانتخابية التي يصعب على كل من الأحزاب الثلاثة دخولها بصفة فردية سواء من حيث اختيار المترشحين أو من حيث تغطية مراكز ومكاتب الاقتراع بالمراقبين. وبالرغم من محدودية تأثر هذا التحالف على الساحة السياسية فهو برأي كثير من المتابعين سابقة أولى من نوعها في مسار الأحزاب الإسلامية الجزائرية التي ظلت متنافرة وغير قادرة على التوصل لقواسم مشتركة تجمعها على كلمة واحدة، بسبب ما يعرف ب «عقدة الزعامة» وهي العقدة ذاتها التي جعلت من أكثر شخصيات التيار الإسلامي تأثيرا في الساحة السياسية الجزائرية عبد الله جاب الله يحسم موقفه من هذا التحالف برفض الانخراط فيه ووصفه للأطراف المتحالفة ب «الأحزاب الانبطاحية»، في إشارة منه بدرجة أولى لحركة مجتمع السلم التي ظلت طرفا في السلطة في إطار التحالف الرئاسي وائتلافه الحكومي.