أبرمت وكالة تطوير السكن وتحسينه «عدل» مؤخرا عقدا مع الشريك الصيني المتخصص في مجال البناء في الجزائر «سي.أس.سي.إي.سي» صفقة جديدة لإنجاز مجمع سكني بغلاف مالي قدر ب 30 مليون أورو ما يعادل 3 مليار دينار جزائري, ويأتي هذا المشروع بعد توقف دام عشر سنوات, تبعته احتجاجات متواصلة لزبائن الوكالة على نوعية الإنجاز. حسب ما توفر من معلومات بخصوص صفقة عدل مع عملاق البناء الصيني الناشط في الجزائر منذ سنوات والمعروف باسم «سي.أس.سي.إي.سي», فإن الأمر يتعلق بإنجاز 167 وحدة سكنية في إطار البيع بالإيجار من فئة R+12 وR+16, أي 12 و16 طابقا وطابق أرضي يضاف إلى المشروع إنجاز محلات تجارية وحظيرة سيارات, وقد اختير حي الموز بشرق العاصمة لتجسيد المشروع, كما تقدر تكلفة إنجاز وحدة سكنية واحدة ب 18 مليون دينار حسب ما أكدته مصادر من الوكالة, وحددت مدة إنجاز هذا المشروع ب 36 شهرا مباشرة بعد أن تصادق لجنة الصفقات العمومية على العقد. هذا وقد حصل المجمع الصيني على الصفقة على حساب مجمع كوسيدار الذين سبق له وأن أنجز مشاريع للوكالة عبر عدة ولايات جزائرية, ويرجح أن تكون عدل قد استبعدت كوسيدار بعد الشكاوى العديدة التي تلقتها من زبائنها والاحتجاجات المستمرة أمام مقراتها بسبب النقائص المسجلة في الإنجاز, كما شهدت أيضا احتجاجات مستمرة للمسجلين ضمن برنامج الوكالة من غير المستفيدين, حيث تشكل ما أصبح يعرف بتجمع المسجلين الأوائل غير المستفيدين من برنامج وكالة عدل, والذي أضحى ينظم وقفات احتجاجية باستمرار أمام مقرها بالسعيد حمدين بالعاصمة, خاصة من المكتتبين الأوائل لعام 2001, الذين حرموا من الإستفادة بسبب ما أسموه التمييز والانتقاء في توزيع السكنات, إضافة إلى الغموض في معرفة الجهات المسؤولة في تحديد قائمة المستفيدين من 8 آلاف وحدة سكنية, المبرمجة في إطار برنامج وكالة عدل والصندوق الوطني للتوفير والاحتياط لا سيما أربعة آلاف وحدة بين الرويبة والرغاية شرق العاصمة. ويشار من زاوية أخرى إلى أن الشريك الصيني كان قد حصل على عدة صفقات لإنجاز مشاريع بالجزائر منذ سنة 2000, آخرها صفقة إنجاز المسجد الأعظم للعاصمة بقيمة مليار أورو, كما أنه مكلف بإنجاز مركز المحاضرات بالعاصمة بغلاف مالي يصل إلى 500 مليون أورو, كما حصل على صفقات تخص 48 كيلومترا من الطريق السيار شرق - غرب, بين بوسماعيل وشرشال بولاية تيبازة, بتكلفة إنجاز قدرت ب 220 مليون أورو, وسبق للشريك الصيني أن أنجز 1300 وحدة سكنية في صيغة السكن الاجتماعي لقاطني السكن الهش بوهران, يضاف إليها عدة مشاريع أخرى خاصة بالسكنات المنجزة لمنكوبي زلزال 21 ماي 2003 ببومرداس والعاصمة, كما كان الشريك الرئيسي لوكالة عدل منذ سنة 2000 في إطار إنجاز سكنات البيع بالإيجار, ويرجح أن يكون حصول الصينيين على صفقة المشروع الجديد بحي الموز, قد جاء في وقت غاب فيه مجمع كوسيدار وشركات بناء أخرى تنقصها القدرة لإنجاز مشاريع البنى التحتية الكبرى, وهو ما جعل مجمع «سي.أس.سي.إي.سي» الصيني يحظى باهتمام كبير لدى السلطات الجزائرية برغم بعض التحفظات التي كانت قد رفعت بشأن بعض المشاريع التي تكفل بإنجاها.