شرعت أمس اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات التشريعية ل 10 ماي القادم في تنصيب لجانها الولائية والفروع البلدية، بمشاركة وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية للإشراف على تنظيم الانتخابات والسلطات المحلية، وممثلين عن الأحزاب المشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم. وجاءت العملية هذه بعد تعليق اللجنة لاحتجاجها وتوقفها عن العمل لمدة ثلاثة أيام بسبب ما وصفته نقصا لوسائل العمل، وتأكيدها تلقي التزامات من الجهات المعنية في الدولة بتوفير كل شروط العمل الضرورية. ويرتقب أن تنصب اللجنة كامل فروعها القاعدية في ظرف أسبوع، تحسبا لانطلاق الحملة الانتخابية بصفة رسمية منتصف شهر أفريل الداخل، وبعد استلام الداخلية كامل القوائم الانتخابية للتشكيلات المتنافسة في أجال لا تتعدى تاريخ 21 مارس القادم. ولم تنتظر الأحزاب موعد الحملة الانتخابية الرسمية للترويج لأطروحاتها السياسية وبداية إقناع الهيئة الناخبة بمرشحيها، حيث خرجت معظم التشكيلات المعتمدة سواء القديمة أو الناشئة حديثا مع بداية هذا الأسبوع إلى الميدان بشكل مكثف، مركزة في خطابها السياسي على إقناع المواطنين بالمشاركة القوية في الانتخابات القادمة واختيار البرامج والقوائم الانتخابية التي تحظى بثقتهم. وفي خطاب الأحزاب لهذه الحملة الانتخابية المسبقة ركز رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله خرجاته على دعوة مناضليه وأنصاره إلى التجند لخوض غمار الاستحقاق القادم والتصويت بقوة لصالح برنامج التغيير الذي يتبناه حزبه، والذي يستجيب لطموحات وآمال الشعب'، غير مكترث بتآلف الإسلاميين الذي اعتبره أمرا لا يعنيه. من جهته ركز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم خطاب لقاءات مع قواعده النضالية على دخول المعترك الانتخابي بصفوف موحدة، منتشيا بفرحة تمكنه من إدخال تقويمية صالح قوجيل بيت الطاعة. وتميز خطاب بلخادم أيضا بالمطالبة بالتغيير معتبرا التغيير الذي ينشده الأفلان يبدأ باختيار المترشحين المؤهلين، معتبرا التغيير الحقيقي ذلك الذي يعبر عنه المواطنون والذي يضمن استقرار المؤسسات واستمرار رسالة أول نوفمبر. ولم تخلو حملة بلخادم المسبقة من الأرقام حيث يذكر بلخادم في لقاءاته بمناضي وأنصار حزبه بما توصلت إليه عملية الترشيحات التي مكنت –حسبه- من إتمام 3409 استمارة ترشح من مختلف محافظات التراب الوطني والجالية الوطنية بالخارج. من جانبه رئيس حزب جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة ركز خطابه على الدعوة للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، معتبرا الانتخابات القادمة فرصة لإحداث تغيير سلمي عن طريق صناديق الاقتراع»، مؤكدا بأن التغيير الذي ينشده الحزب هو التغيير الإيجابي والبناء والسلمي الذي يدافع عن الوحدة الوطنية. أما رئيس حركة مجتمع السلم الذي نزل ضيفا على القناة الإذاعية الأولى مساء أمس الأحد فاعتبر العاشر ماي 2012 بمثابة حد فاصل بين ما كان وما سيكون مستقبلا، مشددا على دور الشباب والمرأة والنخب والطلبة في إحداث التغيير وصناعة مستقبل الجزائر.