يتخندق كل من حزب العمال وجبهة القوى الاشتراكية في صف الأحزاب التي لم تشهد تصدعات وانقلابات بسبب قوائم الترشيحات، فحزب لويزة حنون أعلن إمكانية تحالفه مع حزب حسين آيت أحمد، أما هذا الأخير فاغتنم فرصة دخوله اللعبة السياسية من جديد ليحيط نفسه بإطارات محسوبة على رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش لحصد أصوات تضمن له تواجدا مريحا في البرلمان المقبل. رتبت جبهة القوى الاشتراكية أوراقها بشكل يوحي بانضباط تام في صفوفها عكس ما تعيشه أحزاب من انشقاقات وغضب وسط قواعدها النضالية على غرار الحزب العتيد «الأفالان»، وما يشير إلى إمكانية عودة الحزب الأعتى معارضة في الجزائر إلى الواجهة السياسية بقوة، هو عدم حصول تصدع في صفوفه عكس غريمه في منطقة القبائل «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» الأرسيدي» لزعيمه سعيد سعدي الذي فقد العديد من قواعده بسبب مقاطعته المستمرة للمواعيد الانتخابية، يضاف إلى هذا كون جبهة القوى الاشتراكية «أفافاس» دخلت التشريعيات هذه المرة بقوائم تضم إطارات لم يسبق لها أن قاسمتها قناعاتها السياسية على غرار بعض الحقوقيين أمثال المحامي مصطفى بوشاشي الذي ترأس قائمة الجبهة في العاصمة، وقد لجأ حزب حسين آيت آحمد لإقحام شخصيات محسوبة على الحرس القديم للأفافاس كالأمين الوطني الحالي علي العسكري الذي ترأس القائمة بولاية بومرداس ذات الأهمية الإستراتجية بالنسبة للحزب، إلى جانب علي جداعي السكريتير الوطني السابق، ويعتبر الرجلان من أبرز الوجوه التي لها تأثير داخل الجبهة، ولا يعرف لماذا لجأ آيت أحمد للاعتماد على بعض الوجوه المحسوبة على رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش. هذا ومن زاوية مشابهة يتواجد حزب العمال في نفس خندق الأفافاس من حيث أنهما حزبان لم يعرفا تصدعات وانسحابات بسبب القوائم الانتخابية، وهو ما يؤكد إمكانية أن يحدثا مفاجئة في نتائج الاستحقاق المقبل، والمرجح هو أن يتحالف الحزبان لتشكيل أغلبية في البرلمان الجديد، حيث يتقاسمان العديد من المبادئ والقناعات السياسية بينهما، وحتى لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال كانت قد أكدت في تصريحات سابقة أنها ستتحالف مع الأفافاس للوقوف في وجه الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، ويذكر أيضا أن الحزبين مارسا دور المعارضة الراديكالية لفترة طويلة، وصفوفهما لا تزال متينة ما يؤكد إمكانية فوزهما في الموعد المقبل في ظل التصدع الذي مس العديد من التشكيلات السياسية أبرزها حزب جبهة التحرير الوطني الذي واجه غضبا وسط قواعده النضالية بسبب الترشيحات.