حذّرت وزارة الفلاحة التونسية كل مزارعي ومنتجي التمور والتفاح بالمناطق والجهات الحدودية الغربية للبلاد من استيراد فسائل النخيل وشتلات التفاح من الجزائر، متحججة بإمكانية حملها لأمراض خطيرة قد تقضي على الثروة الوطنية من هذين المنتجين، رغم السلامة التامة لزراعتهما بالجزائر. وتأتي هذه الخطوة الغريبة التي بادرت وزارة الفلاحة التونسية بعد الطلب الكبير الذي تقدم به فلاحون ومنتجون تونسيون لاستيراد فسائل النخيل وشتلات التفاح الجزائرية المعروفة بجودتها العالية عالميا، متحججة في ذلك بإمكانية حملها لأمراض خطيرة قد تقضي على الثروة التونسية من المنتوجين مثل مرض «اللفحة النارية» بالنسبة إلى التفاح، ومرض «البيوض» الذي قد يصيب النخيل، هذا في الوقت التي تتمتع فيه زراعة المنتوجين في الجزائر بالسلامة التامة من جميع النواحي، وعليه ربما بدأت تلوح في الأفق ملامح مؤامرة تونسية مع إحدى الأطراف الساعية للضرر بالجزائر من خلال محاولة تشويه سمعة المنتوج الفلاحي الجزائري، قصد مقاطعته وتقليص أسواق بيعه في ظل اكتساحه لها خاصة منتوجي التمور والتفاح. وقالت الوزارة أمس في بيان لها إن مصادرها المختصة علمت أن بعض الفلاحين التونسيين يسعون إلى توريد فسائل النخيل وشتلات التفاح من القطر الجزائري متجاهلين المصلحة العليا للبلاد والقوانين المتعلقة بحماية النباتات، ذاكرة أن قوانين حماية النباتات تمنع إدخال وتوريد هذه الأنواع من الأشجار من جميع بلدان العالم خاصة من الجزائر، موضحة أن مخالفة هذا التشريع ينجر عنه عقاب جزائي، مشيرة على أن عملية التوريد العشوائي لفسائل النخيل تعتبر من الممارسات اللامسؤولة التي قد تقضي على ثروة التمور التونسية نهائيا حسب ما أوردته في البيان. كما أشارت وزارة الفلاحة التونسية إلى أن مصالحها المختصة لاحظت منذ أسابيع دخول آفة أخرى للنخيل تسمى »سوسة النخيل الحمراء« التي تعد من أخطر الحشرات التي تصيب النخيل وتنتهي دائماً بالتدمير الكامل للنخلة، مطالبة منتجي نخيل بعدم نقل الفسائل من شمال البلاد إلى جنوبها للقضاء على هذه الحشرة قبل انتشارها.