أبدى مرتادو السوق الأسبوعي ببلدية بغلية، شرق بومرداس، استياءهم وتذمّرهم الشديدين من الوضعية الكارثية التي آل إليها السوق الأسبوعي؛ جراء الفوضى وسوء التنظيم وانتشار النفايات التي تميز السوق والبلدية ككل كل يوم إثنين، فرغم أن السوق قديم النشأة؛ إذ يعود إلى الفترة ما قبل الاستعمارية، حيث كان مكانا تُعقد به مختلف الصفقات وتُحل به مختلف القضايا كالزواج والطلاق والخلافات وغيرها، إضافة إلى عرض مختلف السلع، ويقصدونه من مختلف المناطق المجاورة. وحسب شهادة معمّري المنطقة فإن السوق لايزال على حاله؛ لم يخضع لأية عملية تهيئة لا من حيث الأرضية، التي هي عبارة عن مساحة ترابية أو التغطية شبه المنعدمة رغم أن البلدية ذات طابع فلاحي بالدرجة الأولى، إلا أنها لاتزال تفتقر لسوق حقيقي مغطّىً يلبّي حاجيات السكان والتجار في عرض سلعهم بطريقة مريحة. باعة فوضويون يحتلون الأرصفة في غياب الرقابة أول مشهد يستوقف الزائر أو الزبون أو التجار على حد سواء كل يوم إثنين، هو الازدحام الخانق في حركة المرور بسبب تواجد السوق وسط مدينة بغلية بمحاذاة الطريق الوطني رقم 24، وسط تزايد عدد البائعين الذين يعرضون طاولاتهم على طول الأرصفة من مدخل البلدية إلى مخرجها، مما يصعّب على المارة وأصحاب المركبات المرور بصفة عادية، ويستدعي تدخّل الأمن في هذا اليوم لتنظيم حركة المرور وسط المدينة؛ نظرا للكم الهائل للمركبات التي تقصد المكان وتفاديا لأي حوادث؛ باعتبار السوق الأسبوعي تباع فيه مختلف السلع؛ من خضر وفواكه وأثاث منزلي... بالإضافة إلى جهة مخصَّصة لبيع الماشية؛ من أغنام وأبقار، ومختلف الأعلاف؛ من تبن وشعير وغيرهما؛ مما يستقطب عددا هائلا من الزبائن وتوافد التجار الفوضويين من كل مكان، ما زاد الوضع تأزما خاصة أنه يشهد إهمالا كبيرا من حيث التنظيم جراء الفوضى العارمة والغياب التام للنظافة؛ بسبب كثرة النفايات والأوساخ التي يتركها التجار الذين يرمون بقايا الخضر بطريقة عشوائية ويعرضون مختلف السلع وسط النفايات، وهو الأمر الذي استاء منه الزبائن؛ لعدم اكتراث التجار الفوضويين بنظافة المكان، فبعد انتهائهم من العمل يتركون بقايا الأكياس البلاستيكية دون وضعها في المكان المخصَّص لها، حيث تتطاير بفعل الرياح إلى وسط الشوارع، كما تتطاير مخلّفات التبن، مما يشوّه منظر المدينة. سوق بغلية.. مداخيلٌ للبلدية ومعاناةٌ للتجار عبّر مرتادو السوق عن استيائهم من عدم تهيئته من طرف السلطات المحلية رغم أنه يساهم في مداخيل إضافية للبلدية. ففي فصل الشتاء تتحول الأرضية إلى برك مائية تصعّب عملية الولوج إلى السوق سوى بارتداء أحذية بلاستيكية، خاصة التجار الذين يعرضون سلعهم في العراء لوجود مساحة صغيرة فقط مغطاة، وبقية السوق فضاء واسع في الهواء الطلق، ما جعلهم يعزفون عن عرض سلعهم عند تهاطل الأمطار خوفا عليها من التلف. ومن جهة أخرى، عبّر زبائن السوق عن سخطهم من بعض التجار الفوضويين الذين يعرضون سلعا منتهية الصلاحية بأثمان رخيصة للتحايل على الزبائن، وأخرى سريعة التلف كاللحوم الحمراء والبيضاء ومختلف المصبّرات والبيض والحليب ومشتقاته، تُعرض خارج المبردات معرَّضة لأشعة الشمس بعيدا عن شروط الحفظ والنظافة، مستغلين غياب الرقابة، مما يشكل خطرا على صحة مقتاني هذه السلع. وأمام هذه الوضعية المزرية يناشد السكان والتجار السلطات المحلية الإسراع في تغيير مكان السوق بعيدا عن وسط المدينة؛ حفاظا على سلامة وأمن المواطنين. وحسب مصدر مسؤول من بلدية بغلية، فإن هذه الأخيرة استفادت من مشروع لإنجاز سوق عصري بمقاييس عالية؛ حيث تم اختيار الأرضية بمخرج البلدية بالقرب من المنطقة الصناعية للبلدية منذ ما يقارب عامين، إلا أنه تَبيَّن أن هذه الأخيرة ملك لشخص آخر، وهي الآن محل نزاع، ولم يتم الفصل في تحديد ملكيتها بعد، الأمر الذي تَسبب في عرقلة إنجاز السوق.