محاربو الصحراء يعبثون بالإنجليز أدى المنتخب الوطني مباراة كبيرة أمام نظيره الإنجليزي، في الجولة الثانية من الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة لمونديال ,2010 ليخلط الأوراق حيث يتوجب انتظار الجولة الأخيرة لتحديد هوية المنتخبين المتأهلين إلى الدور الثاني. لقد قلب المنتخب الوطني التكهنات رأسا على عقب، بفضل هذا التعادل الذي كان بإمكانه أن يكون فوزا لولا نقص تجربة العناصر الوطنية التي أدت مباراة بطولية، ذكّرت الجماهير الجزائرية بملحمة أم درمان بالسودان، وتجلى ذلك واضحا من خلال التضامن الكبير الذي أبداه أشبال المدرب رابح سعدان فوق الميدان، والإرادة التي خاضوا بها هذه المباراة، إضافة إلى التنظيم الجيد للخطوط الثلاثة، ما ضيق الخناق على المنتخب الإنجليزي، خاصة في وسط الميدان الذي أدخل عليه المدرب الوطني بعض التغييرات بإقحام رياض بودبوز، الذي أعطى إضافة للفريق الوطني، خاصة من حيث الحفاظ على الكرة وتنشيط اللعب الهجومي الذي كان في المستوى هذه المرة، رغم اعتماد ''الشيخ'' سعدان على مهاجم واحد وهو كريم مطمور الذي وجد المساندة الكافية من قبل بودبوز وزياني وحتى لاعب الارتكاز يبدة، إضافة إلى قادير وبلحاج. كما كان الحارس مبولحي موفقا في أول مباراة رسمية له، حيث ساهم بقسط كبير في تحقيق نتيجة التعادل أمام إنجلترا من خلال تدخلاته الحاسمة، حيث زاد ثقة عندما تصدى لمحاولة لامبارد في الشوط الأول، رغم تواجد هذا الأخير على بعد ثلاثة أمتار. أما الدفاع، فكان متماسكا، ولم يترك أي فرصة للمهاجم روني، وكذا زميله إيسكي، حيث نجح الثلاثي بوفرة، عنتر يحيى وحليش في جل الصراعات الثنائية، ما أعطى ثقة للاعبي الوسط الذين قهروا جيرار ولامبارد وباري، ولولا ''الفورمة'' الصغيرة التي كان عليها اللاعب زياني في هذه المباراة، لتمكن ''الخضر'' من تحقيق الفوز وفتح الأبواب على مصراعيه للوصول إلى الدور الثاني. ورغم التعب الذي نال من زملاء بلحاج، الذي احتفل بعيد ميلاده 28 يوم المباراة، في ال20 دقيقة من نهاية المباراة، فقد تمكنوا من الوقوف في وجه الإنجليز الذين لعبوا كامل أوراقهم بإقحام كل من رايت فيليبس وكراوش، وذلك لرد الاعتبار لأنفسهم بعد الانتقادات التي وجهت إليهم عقب الخسارة أمام سلوفينيا. وقد أثبت المنتخب الوطني مرة أخرى أنه قادر على رفع التحدي في المناسبات الكبيرة، بفضل الروح القتالية التي لعبوا بها المباراة، ما جعل حظوظهم تنتعش للتأهل إلى الدور، رافضين في نفس الوقت أن يكونوا أول منتخب يخرج من المنافسة مثلما كان يتوقعه الكثيرون. والآن، ورغم صعوبة مهمة التأهل إلى الدور القادم، يتوجب على ''الخضر'' الفوز على منتخب أمريكا في المباراة الثالثة وانتظار نتيجة المباراة الثانية بين إنجلترا وسلوفينيا. الخبر اليومي