صورة فضائية لمقالع الجحارة بجبال الونشريس عدد مقالع الحجارة المتواجدة في المنطقة: يبلغ عدد مقالع الحجارة في منطق الونشريس ببلدية برج بونعامة 06 منشآت. تقسيم مكاني لتواجد مقالع الحجارة بجبال الونشريس : تتموقع مقالع الحجارة ببلدية برج بونعامة على النحو التالي: 1 - على حدود قرية متيجة توجد منشأتان لمقالع الحجارة. 2 - على حدود قرية أولاد معمر الشراقة توجد منشأتان لمقالع الحجارة. 3 - على حدود قرية أولاد معمر الغرابة توجد منشأتان لمقالع الحجارة. علما أن قريتي متيجة و أولاد معمر الشراقة متجاورتان. تأثيرات مقالع الحجارة على السكان والبيئة: أ- على السكان: يعتمد سكان القرى الثلاثة في شربهم وسقيهم على المياه الجوفية، ولا يخفى على أحد التأثيرات السلبية لمقالع الحجارة على مصادر المياه، مع العلم أن واحدة من منشآت مقالع الحجارة لديها ترخيص باستعمال المتفجرات، والبقية لديهم تراخيص أيضا ولكن لم يستخدموا المتفجرات بعد. غالبية كبار السن في القرى الثلاث يعانون من مشاكل في التنفس، وما يزيد من حالتهم سوءا الغبار المنبعث من هذه المنشآت، حيث أنه في أيام الحر تتراءى لك هذه القرى وكأنها في أحد أيام الشتاء الضبابية بسبب تغطية سحب الغبار لها. من بين منشآت مقالع الحجارة قام أحد المسؤولين عن واحدة منها ببناء مراكز للحراسة تكشف بيوت قرية متيجة القريبة وهذا فيه انتهاك للخصوصية، حيث أن مقالع الحجارة الستة كلها تتمركز في أماكن مرتفعة. إذا حسبنا المسافة بين مقالع الحجارة والقرى القريبة منها فإن أقرب بيت من هذه المنشآت يقع على بعد 50 متر بحساب تحليق العصفور، إذ لا تحسب هذه المسافة على الأرض لأن مقالع الحجارة كما أشرت توجد في أماكن مرتفعة عن مستوى القرى الثلاث. تجب الإشارة إلى أن نسبة الحاصلين على شهادات جامعية في القرى الثلاث وبلدية برج بونعامة هي نسبة مرتفعة، وهذا يشير إلى أن الاستثمار في مجال مقالع الحجارة غير مجدي في هذه المنطقة، إذ إن مثل هذه الاستثمارات لا تحل مشكل البطالة في بلدية برج بونعامة. كما أشير إلى أن هذه المنشآت قد كسرت الطابع العام الذي تعرف به القرى من الهدوء والسكينة وصفاء الجو وجمال الطبيعة. ب- على البيئة: 1 - تأثير منشآت مقالع الحجارة على الطبيعة واضح في غابات الونشريس، إذ قام أصحاب السندات المنجمية بتجريف مساحات واسعة قضوا فيها على أعداد هائلة من أشجار الصنوبر والكروش والأحراش الصغيرة. 2 - إن ترسب الغبار المنبعث من منشآت المحاجر على أوراق النباتات من شأنه أن يؤدي إلى موتها بسبب صعوبة عملية التركيب الضوئي التي تعتمد على امتصاص الهواء وأشعة الشمس من خلال مسامات الأوراق. 3 - تدمير مساحات كبيرة من الغابة أدى إلى إحداث اختلال في التوازن البيئي، فبسبب قلة الأرانب البرية أصبحت الذئاب والثعالب تتصيد أغنام ومواشي سكان القرى الثلاث، كما أدى هذا التدمير إلى حدوث نقص في مصادر الغذاء بالنسبة للعديد من الحيوانات البرية فأصبحت مثلا قطعان الخنازير تلجأ إلى بساتين الأهالي للحصول على الطعام وهذا يسبب دمارا كبيرا في هذه البساتين. 4 - حدوث العديد من إنزلاقات التربة بسبب قلة المساحات المشجرة بفعل عمليات التجريف التي يقوم بها أصحاب السندات المنجمية. تأثيرات مقالع الحجارة على القيمة المادية والمعنوية للمنطقة: أ- التأثير على القيمة المادية: 1 - بعد استفادة أغلب السكان من إعانات مالية من أجل تنفيذ مشاريع البناء الذاتي في إطار برنامج دعم البناء الريفي، أصبحت اليوم هذه السكنات مهددة بالانهيار بسبب التشققات الناتجة عن استعمال الديناميت. 2 - أعمال مقالع الحجارة تهدد برفع نسبة النزوح الريفي جراء الظروف السيئة التي يعيش فيها سكان القرى المتضررة من منشآت مقالع الحجارة، حيث يسبب النزوح الريفي مشاكل عديدة للمدينة. 3 - أعمال مقالع الحجارة تهدد بفشل مساعي الدولة الرامية إلى ضمان استقرار سكان القرى في قراهم من خلال برامج دعم البناء الريفي ومخططات التنمية الريفية. ب- التأثير على القيمة المعنوية: 1 - توجد بغابات الونشريس مستحثات لحيوان الآمونيات، الذي كان يعيش في أعماق المحيطات في العصر الجوراسي، أي في المرحلة التي كانت تعيش فيها الديناصورات، وأعمال التنقيب عن الحجارة تحطم مثل هذه الكنوز العلمية وهذا ما هو حاصل في المنطقة. 2 - توجد بهذه المنطقة مغارة كرستية (مغارة للصواعد والنوازل)، وهذه المغارة تشكل حقلا لدراسة تاريخ المنطقة والتعرف على مراحل تكوينها عبر العصور المختلفة، وأعمال التنقيب العشوائي تهدد بانهيار هذه المغارة، ولا أشك أبدا أن بعض الأشخاص إن عرفوا مكان تواجدها سيسعون إلى تدميرها. هذا باختصار عرض للحالة التي هي عليها اليوم منطقة الونشريس في تيسمسيلت ويمكن لأي شخص أن يتخيل الحال الذي ستؤول إليه. في الأخير تجب الإشارة إلى أن هناك ثلاث منشآت لمقالع الحجارة ستباشر عملها في هذه المنطقة نفسها في الأشهر القليلة القادمة وهذا ينذر بقيام ثورة شعبية ضد مقالع الحجار لا تحمد عقباها، لهذا أرجوا من المسؤولين المحليين كل في منصبه أن يتدخل من أجل إنصاف المواطنين. بلي عبد الرحمان برج بونعامة / تيسمسيلت