الشعر: نسيمات هواء عليلة تهب علينا في عزّ حرنا لتقول لنا أنّي هنا، ملاذ آمن و راحة بعد تعب، و سكون جميل يدعونا إلى تأمل الطبيعة و الحياة معا. الشعر ذاك الزائر الذي أرتضيه صديقا دائما و لا أرتضي سواه، لأنه مني و لأني خلقت لأكون له إن استطعت لذلك سبيلا. بعض شاعر و بعثرت ما كان من خيبتي رميت قطاف السّنين العجاف... و دست عليها، و همّت قوافلها تطلب الانصراف... حملت الأسى مذ تعلّمت أن لا أخاف و لكنّي كنت أخاف... ... أيصدق قول الّذين ادّعوا ذات يوم بأنّ الطريق الذي سلكت أحرفي رغم وعر المسافات فيه رغم ثلوج الجبال سليم القوافي و للشّعر غير مناف؟ هل أحمل النّفس حتّى تظنّ به السّوء ثمّ تظنّ بكلّ الظّروف التي صنعته فيغدو خيالا يلوّن ما اصفرّ في شجر من لحاف؟ بلى... لن يكون أنا مؤمن أنّ شعري الذي ادّعيه كلام هو أولا و ابتداء كلام، لا لن يكون من القدسية حتّى يصير كبيت الحرام يطاف... هو كلم قد يساوره الشّكّ و السّخف و الظن و الزّيف و الانحراف... فيه احتمالات كل الحياة، فيه من العطف و اللطف و الظّرف فيه من العشق و الضيق و الصدق فيه اتفاق و فيه اختلاف... لعلّه ليس من الشّعر في سحره فيضاف له السّحر أو لا يضاف... و لكنّني مؤمن أن لي سلطة لأقول، و لي سلطة البوح حسب احتياجات كلّ الأماكن في مهجتي على قدر القلب عند كلّ اعتراف،،، سأرضى و لن أطلب المستحيل، كراعي الغنم سيكفيه صبر و ناي حزين و يكفيه حقل و بعض الخراف،،، حينها ربّما لن أخاف.