هل واقعنا هو من يفرضنا أم نحن من نفرض واقعنا؟ صحيح أن الإنسان أول ما يقوم به عند ولوجه إلى الحياة هو البكاء! لكن لماذا؟ ربما الخوف من دخول الواقع وربما من شدة الشوق إلى التعايش وليس العيش في هذا الواقع، صحيح أن الإنسان لا يختار المجتمع الذي ينشأ فيه لكن هل المجتمع هو من اختاره؟ الإنسان لا يمكنه اختيار أهله، حالته المادية (الغنى، الفقر)، حالته الشخصية (عليل، متعاف)… لكن كل ما سبق اختاره، هنا نستطيع القول بأن الواقع يفرضنا لكن ما هي الحالات التي يمكن القول فيها أننا نحن من نفرض واقعنا؟ الإنسان نشأ في مجتمع لم يختاره لكن هل بإمكانه تغييره؟ نعم. الإنسان لم يختر أهله ولا حالته المادية ولا الشخصية لكن هل بإمكانه إبقاء هذا الحال أو قلبه؟ نعم… لكن. عندما نتعمق بعض الشيء في الكلمة التي سبقت الجملة (لكن) نفهم معانٍ شتى، نعم تستطيع اختيار أهلك أقصد بذلك زوجك… بالدأب والسعي ترتقي من الفقر إلى الغنى وكذلك يمكنك بالتقاعُس والخنُوُع أن تنتقل من الغنى إلى الفقر والإفلاس . تستطيع أن تكون عليلا بالاقتراب من المضرات والمهلكات وغيرها وكذلك يمكن أن تكون معافى بالانتهاء عنها والوقاية منها… لكن. مما سبق هناك وجهين مختلفين عن فرضك للواقع أو فرض الواقع لك، لكن… ماذا عن فرضنا نحن كمجتمع لواقعنا؟ من مجموع ما طرحت فيه كلمة لكن كسؤال يمكن إجابته كذلك بسؤال! لا تتعجب لكن… هل من يد دائبة ورجل ساعية وأذن صاغية وعقل فطن وقلب محس لا ولا ولا وللأسف هذا ما ينقصنا لمعرفتنا فقط في أي حال نحن ولإجابتنا عن ما طرح هل نحن من نفرض الواقع أم الواقع من يفرضنا؟ نعم عندما تصبح أعراضنا غسيل يعلق وينشر على أحبال الأفواه. بلى عندما يصبح شرفنا سلعة تباع وتشترى. أجل عندما تصبح الكرامة سبيلا للمارة. نعم عندما تصبح قيمة الإنسان تقدر بثمن و أي ثمن إنه المادّة . لمّا يوصف من يتصف بالمروءة والأخلاق بالمتخلف المعقد والسفيه التافه الرويبضة بالمتحضر المتفتح. نعم عندما يُباهى صاحب المال والنفوذ بحرف قبل اسمه ويُذُّل البسيط بحذف لقبه .إِيْ عندما يتربى المجتمع على العيب قبل الحرام وتصبح العادة عبادة والتقليد الأعمى عادات وتقاليد. نعم عندما يكون بسيطنا مُعاب و ثرينا مُهاب نعم في أمة سدل شبابها ثوبه فأُسْدلت شخصيته حينما يصبح الزنا حضارة وثقافة جنسية سهل مرادها والزواج نكد وندب صعب المراد . حين يصبح الربا تجارتنا وثروتنا نعم عندما يصبح منصبك مقرون بقهوتك ونكهتها ولونها احمرار أو اخضرار، نعم ونعم ونعم… هل تضحك يا واقع أم نحن من نبكي؟ نعم ونعم ونعم… واقعنا فرضنا ونحن من أعناه… لكن وأي واقع هذا؟