لم تشذ الطبعة التاسعة لمسيرة التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، جناح الأحزاب عن سابقاتها، بل فقدت التنسيقية كثيرا من مناصريها، وبدأت صباح أمس، بأربعة من الشباب طافوا حول نافورة المياه بساحة أول ماي، مرددين شعارات مناهضة للسلطة، ورفعوا لافتات طالبوا فيها بتغيير النظام السياسي في البلاد. ومنعت قوات الأمن التي كانت حاضرة بأعداد محتشمة، محاولة تحرك المتظاهرين التوجه إلى ساحة الشهداء وانتشر أكثر من مئة شرطي في ساحة أول ماي والشوارع المؤدية لها . وجاء تنظيم المسيرة التاسعة التي دعت إليها التنسيقية، للمطالبة كالعادة بإحداث تغيير سياسي في البلاد، في وقت تعاملت قوات الأمن -كما سبق أن فعلت في المرات السابقة- برزانة كبيرة مع المتظاهرين وتركت المجال مفتوحا أمامهم ، ولم يتشكل طوق امني حول مالا يتعدى 10 متظاهرين يقودهم علي يحي عبد النور، و بقي المتظاهرون في أماكنهم يرددون هتافات وحاملين شعارات تنادي بتغيير النظام. وبقي المتظاهرون في ساحة أول ماي رغم إفساح المجال أمامهم ، وردد العدد القليل منهم شعارات جديدة مثل " سراقين خداعين ويقولو وطنيين" ، " السرقة بالمليارات والهروب بالطيارات " وغيرها من الشعارات المعتاد سماعها في مثل هذه المناسبات. في هذه الأثناء تدخل أحد مناضلي أحد الأحزاب السياسية قائلا:" الشارع لا يحل المشكل، صحيح يجب إشراك الأحزاب السياسية في تغيير الدستور، أما الحقوقيون أمثال علي يحي عبد النور ومصطفى برشاشي يجب أن يهتموا بأمور أخرى". وتناقصت أعداد قوات الأمن بشكل ملفت للانتباه في ظل غياب نواب من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وعلى رأسهم سعيد سعدي للمرة الثالثة على التوالي، فيما تفرق المتظاهرون بعدها في هدوء .