تعيش عائلة قادري بالعلمة منذ بداية شهر رمضان المعظم جحيما حقيقيا،بعد أن طردت من منزلها بحكم قضائي، ليجد رب العائلة نفسه مضطرا لافتراش الشارع رفقة أبنائه بعد أن ضاقت به السبل إلى غاية تقدم جمعية الهلال الأحمر الجزائري وتتكفل بإيوائه إلى غاية نهاية الشهر الفضيل،أين ينتظره العودة إلى الشارع من جديد. وتعود قصة مأساة حميد قادري 43 سنة إلى طفولته أين قام والداه الحقيقيين بالتخلي عنه وتركه في رحمة المجتمع، غير أن الله رزقه بقلب حنين تكفل به طيلة أربعين سنة، حضنته فيها امرأة كانت له بمثابة أم حقيقية مجتمعين رفقة إبنها في منزل بإحدى حارات مدينة العلمة،وحرسا على ضمان حياة طبيعية لحميد قامت حاضنته بتزويجه وكفالته رفقة عائلته المتكونة من خمسة أشخاص،إلى غاية أن قامت مالكت الحارة ببيعها لأحد المواطنين الذي قرر هدمها وإعادة تشييدها من جديد،و طلب بدوره بطرد جميع قاطني الحارة بمن فيهم عائلة حميد المتكونة من خمسة أشخاص بعد أن أصبحت الحارة ملكا له دون أي شعور إنساني وفي ظرف قياسي،رغم أن العائلة قد رفضت الخروج منها بعد بيعها وهذا لعدم قدرتها على الكراء أو شراء منزل بسبب ضعف القدرة الشرائية فحميد يعمل حارسا بأحد مساجد المدينة ولا يتقاضى سوى 8آلاف دينار شهريا لا تكفيه حتى لإعالة أسرته،وقد وضع ملف التكفل الاجتماعي من اجل استفادته من منزل يأويه غير أن طلبه لم يرى النور منذ 16 سنة، ليقوم صاحب الحارة الجديد بمقاضاتهم والحصول على كامل الحقوق لطردهم، لتجد العائلة نفسها مرمية في شوارع العلمة دون مأوى طيلة أسبوع قبل أن يتقدم فريق من الهلال الأحمر الجزائري ويقوم بإيوائها إلى غاية انتهاء الشهر الفضيل،وبعدها ستجد العائلة نفسها في الشارع للمرة الثانية،حميد وفي رسالة استغاثة بعثها لكل القلوب الرحيمة ناشد ذوي القلوب الرحيمة بمساعدته وإنقاض عائلته من تشرد قريب،فما ذنب أبنائي الذين يزاولون الدراسة ويتحصلون على المراتب الأولى كل سنة من كل هذا؟ ينهي حميد حديثه معنا ودموع الأسى تسيل من عيناه.