تعيش عائلة السيد "علي سيطة نصر الدين" منذ شهر و20 يوما جحيما حقيقيا في هذا الشهر الفضيل أين بلغت درجة الحرارة خلال أيامه ما بين ال30 و35 درجة، العائلة المتكونة من 6 أفراد، الوالد "علي"، ذو الاحتياجات الخاصة ومريض بداء السكري والوالدة الحامل في شهرها الثامن والأبناء "إيمان" البالغة من العمر 17 سنة،"بلال" عمره 15 سنة مريض بداء السكري ويعالج بمادة" الأنسولين" يوميا، "ريان" ذات الستة سنوات وآخرهم أسامة الذي لم يبلغ بعد ربيعه الرابع، الكل يعيش تحت خيمة من البلاستيك نصبت على رصيف شارع" عبادة احمد"، وسط مدينة عنابة غير بعيد عن مقر الولاية ،"اليوم" التي زارت العائلة بخيمتها ووقفت على جحيم المعاناة الكبيرة التي تتكبدها هذه الأخيرة، في وقت تجاهلت فيه السلطات الولائية والبلدية حجم الكارثة التي تعيشها هذه العائلة خاصة وأن نصفها يعاني من أمراض مزمنة. رب العائلة "علي" عبّر ل"اليوم" عن عميق حسرته وتنكر خالته التي تعيش بفرنسا وابنها لصلة الرحم التي تربطها بهم عندما أقدمت على مقاضاة العائلة المعوزة ليصدر في الأخير قرار قضائي بطردهم من البيت الذي عاش فيه مدة 46 سنة، قرار الإخلاء نفذه محضر قضائي بحضور القوة العمومية بعدها غادرت الخالة عنابة تاركة وراءها ابن أختها يعاني الفقر والمرض، ومما زاد الطين بلّة، تجاهل السلطات المحلية لمعاناة عائلة جزائرية يُفترض أنها تعيش في بلد العزة والكرامة، شعار ما فتئ رئيس الجمهورية يؤكد عليه في أكثر من مناسبة، لكنه تبخر عند مدخل خيمة البلاستيك لعائلة "علي سيطة نصر الدين" الذي نّوه بالمعاملة الحسنة لرجال الشرطة الذين يزورنه بانتظام ليلا ونهارا وبالرغم من أن العائلة لديها ملف سكن لدى مصالح بلدية عنابة يحمل رقم 865/99/02 إلا أن الوضع الكارثي الذي تعيشه لم يحرك ساكنا لمسؤولينا ماعدا وعود رئيس دائرة عنابة الذي وعده رب العائلة بإيجاد حل عاجل يحفظ كرامة أسرة جزائرية أُهدرت في أعز شهور الله تعالى ولغاية تحقيق حلم الصغير أسامة والمريض بلال يتمنى هذا الأخير أن تضع أمه مولودها القادم تحت سقف بيت من الاسمنت المسلح لا تحت "باش من البلاستيك" الأسود.