قادت فيديوهات اليوتيوب مليارديرا فرنسيا للتعرف على الدين الإسلامي بالشكل الصحيح بعد أن عاش عمراً كاملاً وهو يجهل مبادئه وتعاليمه رغم أنه مسلم ولكن لا يعرف من الإسلام سوى اسمه. لم يكن بحسبانه بأن رؤية الكعبة المشرفة تبعث بالنفس شعورا غريباً وفريداً، وبأن الطواف والسعي وأداء العمرة يشعر المرء بأن ذنوبه اغتسلت وعاد نقياً كيوم ولدته أمه، وفقاً لصحيفة الوئام. كان الملياردير الفرنسي من أصول تونسية الأزهر البيولي 33 عاماً يقضي أوقاتا طويلة وهو يشاهد مقاطع فيديو على اليوتيوب تتحدث عن سماحة الدين الإسلامي، فبالرغم من السعادة التي شعر بها بعد تعرفه على دينه الحنيف الذي كان يجهله طيلة حياته، إلا أن شعوراً بالندم انتابه لتفريطه بسنوات حياته وهو بعيداً عن تطبيق تعاليم دينه. ساعات طويلة قضاها الملياردير بعد ما كان ينتهي من عمله بمقر شركته في باريس وهو يبحث ويشاهد مقاطع اليوتيوب التي تختص بشرح سماحة الدين الإسلامي، وبعد عدة شهور من مشاهدته المحاضرات والندوات ومقاطع اليوتيوب وصل لقناعة تامة ليكون مسلماً قلباً وقالباً. بعد أن أدى البيولي العمرة أبى إلا أن يتنقل بالزي السعودي الكامل (الثوب والشماغ والعقال) وهو بكامل سعادته بذلك، موضحاً بأنه سيذهب إلى فرنسا وهو يرتدي الزي السعودي. وأثناء حديثه عن منظر الكعبة المشرفة ينسى كل البلدان التي زارها، فأمام منظر الكعبة المهيب يخشع القلب وتدمع العيون من تلقاء نفسها، مبيناً بأن زيارة الكعبة المشرفة ستكون هدفه كل ثلاثة أشهر، فبعد أن قبل الحجر الأسود ودخل المسجد الحرام أيقن بالدين الإسلامي وشعر بأن لحظة ولادته بدأت للتو. وأكد البيولي عزمه على أداء الحج هذا العام وقضاء شهر رمضان في مكةالمكرمة والارتواء من مياه زمزم، فبعد أن زار المشاعر المقدسة مزدلفة ومنى وعرفة وغار حراء و المسجد النبوي بالمدينة وقبر النبي صلى الله عليه وسلم سيبقى قلبه متعلقا بها لزيارتها باستمرار. من جهة أخرى لم تستطع والدته المعتمرة الخمسينية (هادية) من حبس دموعها بعد مشاهدة بيت الله الحرام والمسجد النبوي وإرواء النفس من لذة الإيمان والإسلام، وذهلت بمكةالمكرمة وهداياها التي اقتنت العديد منها لأهلها وأقاربها في فرنسا من ماء زمزم وتمر وهدايا (مكاوية) عديدة لاقت إعجابها.