ما تزال الغام الاستعمار تحصد أرواح الأبرياء في الجزائر بعد 52 سنة من الاستقلال وبتر أعضاء الأشخاص وتجعلهم في إعاقة دائمة حتى بعد مرور ألفية كاملة من وضعها في مناطق مختلفة من الجزائر. وقد طالب سكّان المناطق الملغّمة بالتدخّل لوضع حدّ للألغام التي باتت بالنّسبة لهم كابوسا مروّعا يترصّدهم عند الخروج من منازلهم. ومن جهة أخرى، فإن أعوان الجيش الشعبي بذلوا ويبذلون جهودا كبيرة لتطهير ما بقي من الغام، وحسب ما صرّح به العقيد شرفي محمد بأن حصيلة عمليات نزع وتدمير الألغام التي شرع فيها من طرف وحدات الوطني الشعبي منذ الاستقلال إلى نهاية جانفي المنصرم بلغت 8183163 لغم، فقد سجّل ارتفاع معدل نزع وتدمير الألغام سنويا ب 18 بالمائة وهذا بعد مضاعفة الجهود وتوفير تجهيزات متطوّرة لفرق التفكيك والتدمير. وأسفرت عمليات نزع الألغام عن تطهير مساحات معتبرة سلّمت للسلطات المحلّية موزّعة على ثلاث ولايات هي: بشار، تبسة والطارف يمكن للجزائر استغلالها. ووفق دراسات الهيئات الدولية فإن نزع لغم واحد وتدميره حسب تضاريس المنطقة يكلّف ما بين 300 إلى 100 دولار ويكون الجيش الوطني قد أنقذ الجزائر من دفع نحو 5 ملايير دولار. ومن جانب آخر، أقامت الجزائر علاقات تعاون في مجال نزع الألغام مع بعض الدول الموقّعة على (اتّفاقية أوتاوا) مثل كندا.