المجلس الشعبي عضو ملاحظ    الانضمام لمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري    هادف يثمّن مضمون اللقاء الدوري للرئيس مع الصحافة    سوناريم.. أول مختبر منجمي مُعتمد بالجزائر    إنتاج أزيد 38 ألف قنطار من الحبوب بالبيض    وقفة تضامنية في ذكرى العدوان الصهيوني    صهاينة يقتحمون باحات الأقصى    طهران مُهدّدة بسيناريو غزّة وبيروت    محرز يخيّب الآمال    الأندية الجزائرية تتعرّف على منافسيها اليوم    انتشار فيديوهات تشجّع على زواج القصّر    لا زيادات في الضرائب    الشعب التونسي ينتخب رئيسه الجديد في ظروف استثنائية    مطالبة أطراف فرنسية مراجعة اتفاق 1968 هو مجرد "شعار سياسي"    إجمالي ودائع الصيرفة الإسلامية لدى البنوك يفوق 794 مليار دج    سيتم إرساء حوار وطني لتحصين الجزائر من التدخلات الأجنبية    رفع منح.. السياحة والحج والطلبة داخل وخارج الوطن    فتح التسجيلات اليوم وإلى 12 ديسمبر 2024    ارتفاع قياسي في درجات الحرارة بداية من نهار اليوم    خنشلة : فرقة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية توقيف 04 أشخاص قاموا بتقليد أختام شركة    الاستلاب الثقافي والحضاري..!؟    الحوار الوطني الذي كان قد أعلن عنه سيكون نهاية 2025    تسجيل 87 قضية متعلقة بمكافحة التهريب والتجارة غير الشرعية العابرة للحدود خلال أسبوع    تجارة: تنظيم 6 معارض خاصة بالمنتجات المحلية بالخارج خلال سنة 2025    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: عرض أعمال تروي قصص لتجارب إنسانية متعددة    قرار المحكمة الأوروبية "خطوة تاريخية" منتصرة للشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الاستقلال    التشكيلي ناشي سيف الدين يعرض أعماله بالجزائر العاصمة    قرار محكمة العدل الأوروبية خطوة جديدة في كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال    بجاية: مشاركة 9 فرق أجنبية في الطبعة ال13 للمهرجان الدولي للمسرح    رئيس الجمهورية يشدد على وجوب تطابق برامج المدارس الخاصة مع البرنامج الوطني للتربية الوطنية    رئيس الجمهورية يأمر بمتابعة حثيثة للوضعية الوبائية في الولايات الحدودية بأقصى الجنوب    رئيس الجمهورية يأمر برفع قيمة المنحة السياحية ومنحتي الحج والطلبة    العدوان الصهيوني على غزة: 175 شهيدا في صفوف الاعلاميين    سياحة صحراوية: الديوان الوطني الجزائري للسياحة يطلق حملة لترقية وجهة الساورة    الجائزة الدولية الكبرى لانغولا: فوز أسامة عبد الله ميموني    خلال تصفيات "كان" 2025 : بيتكوفيتش يسعى لتحقيق 3 أهداف في مباراتي توغو    افتتاح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    ما حقيقة توقيف إيمان خليف؟    المنافسات الافريقية للأندية (عملية القرعة): الاندية الجزائرية تتعرف على منافسيها في مرحلة المجموعات غدا الاثنين    رئيس الجمهورية: متمسكون بالسياسة الاجتماعية للدولة    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    انضمام الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين لمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري    هادف : اللقاء الدوري لرئيس الجمهورية مع الصحافة حمل رؤية ومشروع مجتمعي للوصول إلى مصاف الدول الناشئة في غضون سنة 2030    أوبك: توقعات بزيادة الطلب العالمي على الطاقة ب 24 بالمائة بحلول 2050    رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر تواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف، مولودية قسنطينة ونجم التلاغمة في المطاردة    انطلاق الطبعة الثانية لحملة التنظيف الكبرى بالجزائر العاصمة    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    بلمهدي يبرز بتيميمون امتداد الإشعاع العلمي لعلماء الجزائر في العمق الإفريقي والعالم    سايحي: الشروع قريبا في تجهيز مستشفى 60 سرير بولاية إن قزام    استئناف نشاط محطة الحامة    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرائد ڤتال في‮ حوار حصري‮ ل‮ "‬الجمهورية‮"‬
‮"‬أزلنا‬ 70 ٪‮ من الألغام بالحدود وسننتهي‮ في‮ 10‮ سنوات‮"
نشر في الجمهورية يوم 18 - 03 - 2012

‮❊ شرعنا في‮ نزع متفجرات منطقة مغرار والجيش أكد إحترافيته في‮ أداء مهامه القتالية

أكد الرائد ڤتال محمد بورڤعة رئيس مكتب الهندسة للواء‮ 36‮ المشاة،‮ بأن قوات الجيش الوطني‮ الشعبي‮ عازمة على تطهير الحدود الشرقية والغربية من جميع الألغام الإنسانية المزروعة أيام الإستعمار الفرنسي‮ لبلادنا‮ وكشف في‮ حوار ل‮ »‬الجمهورية‮«‬،‮ بأن عملية تطهير الحدود بلغت إلى حد اليوم قرابة ال‮ 70٪‮ وأن الجزائر بحاجة إلى قرابة ال‮ 10‮ سنوات لإتمام عملية التطهير بالإضافة إلى أمور أخرى ندعوكم لمتابعتها في‮ هذا الحوار الحصري‮.‬
‮❊ في‮ البداية،‮ حضرة الرائد ما هو تعريفكم ل‮ »‬اللغم‮« ولماذا أنجز،‮ وماهي‮ الآثار التي‮ يخلفها إنسانيا إجتماعيا وحتى إقتصاديا؟
-‬‮ شكرا على هذا السؤال الوجيه،‮ في‮ الحقيقة‮ »‬الإنسان عدو‮ للإنسان‮«‬،‮ حيث سعى الإنسان بكل ما‮ يملك من مهارات من أجل الدفاع عن نفسه أو الإعتداء على‮ غيره إلى إختراع أسلحة تطورت بإستمرار حسب ما تمليه الصراعات والحروب،‮ فكانت الأسلحة البيضاء،‮ القذائف المدفعية،‮ البحرية والطيران الحربي‮. بالإضافة إلى أسلحة التدمير الشامل وغيرها من المصطلحات التي‮ تستوقف الضمير الإنساني،‮ وبقيت الألغام والآليات‮ غير المتفجرة أدوات تدمير قوية بالغة القسوة،‮ فهي‮ عشوائية في‮ آثارها ودائمة الخطر مالم‮ يتم إزالتها أو‮ يبطل مفعولها وحتى‮ يومنا هذا‮ يتم إكتشاف ألغام أرضية من مخلفات الحرب العالمية الثانية تؤدي،‮ رغم مضي‮ 60‮ عاما على زرعها إلى قتل وجرح ضحاياها،‮ وكما هو معلوم فإن الإصابات التي‮ تلحقها الألغام تكون بالغة القسوة بوجه خاص،‮ إذ صممت هذه الأسلحة لتقتل ضحاياها أو تجعلهم في‮ معظم الحالات عجزة مقعدين بشكل دائم،‮ حيث أنها صنعت خصيصا لتبتر الأطراف وتقتل الأرواح،‮ وحتى إذا ما نجا الضحايا بأرواحهم من إنفجار اللغم فإنهم‮ يحتاجون‮ عادة إلى عمليات جراحية متعددة وعلاج تأهيلي‮ طويل،‮ ولسوء الحظ فإن معظم حوادث الألغام تقع في‮ مناطق محدودة الإمكانيات الطبية والتأهيلية،‮ حيث‮ يصبح توفير العلاج الناجع والرعاية الكافية من الأمور الصعبة،‮ إن لم تكن مستحيلة،‮ علاوة على أن عملية نقل الضحايا مباشرة بعد وقوع الحادث إلى مرفق‮ يعد أمرا شاقا،‮ ويموت الكثيرون قبل وصولهم إلى المشافي‮ والعيادات،‮ وما‮ يجدر ذكره،‮ هو أنه لا‮ يقتصر الأمر فقط على ضرورة تزويد الضحايا الذين بترت أعضاؤهم بأطراف إصطناعية حتى‮ يمكنهم التحرك،‮ بل أنهم ستجدهم‮ يعانون من عدة مشاكل نفسية جراء تلك الإصابة التي‮ تعرضوا لها في‮ أحد أعضاء أجسادهم‮.‬
‮❊ وماذا عن الآثار الإجتماعية والإقتصادية التي‮ تخلفها هذه الألغام؟
-‬‮ إضافة إلى الأثار المدمرة للألغام على حياة الأفراد،‮ فإن لها أيضا آثارها الإجتماعية والإقتصادية الوخيمة،‮ فهي‮ تؤدي‮ إلى ترك مناطق شاسعة من الأراضي‮ المتضررة دون الإستفادة منها،‮ وتظل الأراضي‮ الصالحة للزراعة ومناطق الرعي‮ وغيرها من مناطق إنتاج الغذاء مهجورة فتحد بذلك من قدرات الدولة الإقتصادية وتكرس الفقر والتخلف لكبحها عجلة التنمية في‮ تلك المناطق ومن ثمة فإن هذه‮ الحقائق المأساوية هي‮ التي‮ جعلت الألغام سلاحا بغيضا بوجه خاص وهو ما دفع الضمير الإنساني‮ إلى الدعوة إلى تحريمها تحريما قاطعا لما تشكله من خسائر فادحة في‮ الأرواح وفي‮ الإقتصاد وحتى الحياة الإجتماعية للبشر‮..‬
‮❊ لنتحدث حضرة الرائد عن مشكلة الألغام بالجزائر لاسيما الإستعمارية منها،‮ كيف بدأت ولماذا وضعت،‮ ومن أمر بوضعها؟
-‬‮ تعاني‮ الجزائر من مشكلة التلوث بالألغام الناجم عن المصادر التالية‮:‬
1-‬‮ خطا شال وموريس في‮ منطقة الحدود الشرقية مع تونس‮ ومنطقة الحدود الغربية مع المغرب،‮ وكذا الألغام التي‮ قام المستعمر بزرعها لتأمين منشآته،‮ قواعده ونقاطه الحساسة‮.‬
2-‬‮ الألغام التي‮ تقوم الجماعات الإرهابية بزرعها في‮ مناطق نشاطها،‮ ولأن موضوعنا هو الألغام الإستعمارية،‮ فلقد كانت المناطق الحدودية خلال الثورة التحريرية مشتعلة بنار المعارك التي‮ لم تتوقف ولو للحظة واحدة،‮ لتصبح بعدها مناطق محررة من قبل المجاهدين بعد أن كانت محرمة وسارعت فرنسا إلى الرمي‮ بكل ثقلها تجاه الشريط الحدودي،‮ فبالإضافة الى الحشود العسكرية ومختلف المعدات‮ الحربية التي‮ دفعت بها لإفشال حركة المجاهدين ومنعهم من عبور الحدود حتى لا‮ يتمكنوا من التزود بالسلاح وحتى الذخيرة بصفة منتظمة،‮ فقد تم الوصل‮ على ضوء الخطة التي‮ اهتدى إليها العدو وفي‮ ظرف سنة كاملة من صيف‮ 1956‮ إلى سبتمبر‮ 1957،‮ إلى‮ إقامة حزام من الأسلاك المكهربة تمتد من الناحية الغربية إلى مسافة‮ 150كلم أما من الناحية الشرقية فتمتد على مسافة‮ 320‮ كلم،‮ ولأن الثورة زادت في‮ إنتشارها وبدأت تقلق كثيرا‮ السلطات الإستعمارية،‮ اهتدى الساسة الفرنسيون وبالخصوص القادة العسكريين إلى طرق جديدة لإخماد لهيب هذه الثورة التي‮ كانت تستمد قوتها من الدولتين المجاورتين تونس والمغرب،‮ حيث تم الشروع في‮ إنجاز خط موريس‮ الذي‮ تكفلت‮ به وحدات الهندسة العسكرية،‮ تحت إشراف خبراء ومهندسين،‮ إلى جانب الحركة والعملاء وكذا بعض البطالين والمساجين والأسرى والمعتقلين وكذا بعض الجنود من اللفيف الأجنبي‮ والجلادين من أصحاب القبعات الخضراء والحمراء تحت حراسة الجيش الفرنسي‮ .‬
‮❊ نقاطعكم سيدي،‮ هل تؤكد المعلومات التي‮ تقول مشاركة بعض الجزائريين في‮ عملية تشييد هذين الخطين اللعينين؟
-‬‮ نعم صحيح،‮ إذ وحسب شهادة الكثير من المجاهدين فإن نسبة مشاركة الجزائريين في‮ إنجاز‮ الخطين قدرت ب‮ 90‮ بالمائة وتجد في‮ بعض المصادر الأخرى حوالي‮ 6500‮ جزائري،‮ حيث‮ يبدأ العمال على الساعة السابعة،‮ وتم توزيعهم على‮ 3‮ مجموعات على رأس كل مجموعة رئيس فرع من المدنيين‮ يحسن اللغة الفرنسية،‮ إذ تقوم المجموعة الأولى بتموين العمال بالإسمنت،‮ الأعمدة،‮ القضبان الحديدية والأسلاك الشائكة وأما المجموعة الثانية فتقوم بالحفر والمجموعة الثالثة فتكفلت بوضع الأسلاك الشائكة،‮ وأما مسألة الألغام والكهرباء فقد أوكلت للجنود الفرنسيين لما تتطلبه من تقنيات وعدم ثقة العساكر الإستعماريين في‮ الجزائريين،‮ حتي‮ لايقدموا المعلومات الخاصة بأماكن وضع الألغام للمجاهدين‮..‬
‮❊ هل‮ يمكن أن تقدم لنا وبإيجاز تاريخ إنشاء خطي‮ شال وموريس ومن قاما بوضعهما؟
-‬‮ خط موريس اللعين،‮ سمي‮ بإسم أندري‮ موريس وزير الدفاع في‮ حكومة بورجيس مونروي،‮ يهدف هذا الخط المكهرب إلى عزل الثورة وبدأت الأشغال بإنجاز خط تجريبي‮ طوله‮ 5‮ كلم على الحدود الغربية في‮ بداية‮ 1957‮ ومن ثمة تعميمه على الحدود في‮ بداية جوان‮ 1957،‮ وأما خط‮ شال فسمي‮ بإسم قائد القوات الفرنسية في‮ الجزائر آنذاك شال موريس الذي‮ قرر إنشاء الخط الثاني‮ لتدعيم الخط الموجود على الحدود الشرقية والغربية‮ وكانت بداية الأشغال به مع نهاية سنة‮ 1958‮.‬
‮❊ ماهي‮ أنواع الألغام المستعملة في‮ ذلك الوقت؟
-‬‮ السلطات الإستعمارية إستعملت عدة أنواع من الألغام،‮ الهدف منها هو منع عبور المجاهدين من الحدود الى داخل الوطن حث إستعملت ألغام مضادة للأفراد من نوع‮ 51‮ APID-‬،‮ حيث أن الضغط عليها‮ يؤدي‮ إلى بتر الساق أو القدم وألغام مضادة للمجموعات‮ من نوع‮ APMB 51/55‮ هي‮ أخطر من الأولى تؤدي‮ إلى إستهداف مجموعة كاملة وهناك ألغام مضيئة الهدف منها هو كشف مواقع مرور المجاهدين لتسهل عملية قصفهم بالمدفعية‮.‬
‮❊ لنعرج حضرة الرائد إلى مسألة نزع هذه الألغام من قبل المهندسين العسكريين في‮ الجزائر عامة وفي‮ ولاية النعامة خاصة،‮ متى بدأت وماهي‮ درجة خطورتها على الحراقين؟
-‬‮ سؤال وجيه في‮ الحقيقة فإنه منذ مطلع الإستقلال لم‮ يتهاون الجيش الوطني‮ الشعبي‮ وخصوصا قوات وحدات سلاح الهندسة في‮ تأدية مهامها وواجباتها بكل فخر وإعتزاز وقد طلع علينا فجر الإستقلال وحدودنا مزروعة‮ بالملايين من تلك الألغام اللعينة وقد عمدت قواتنا وبدون هوادة على تنظيف التراب الوطني‮ من مختلف المتفجرات المتواجدة في‮ كل مكان وتطهير حدودنا الشرقية والغربية من الألغام والأسلاك الشائكة‮ لذلك فإن الحراق الذي‮ يعمل على نزع الألغام تجده‮ ينزع هذه المتفجرات بمبدأ الخطأ الأول هو الأخير والذي‮ يعني‮ الموت مباشرة والحمد لله لم نسجل لحد اليوم أي‮ إصابات في‮ صفوف وحداتنا وهذا بفضل خبرتهم التي‮ إكتسبوها وإحترافيتهم في‮ العمل وإتباعهم لكامل إحتياطات الأمن والحماية وقد توجت جهودنا التي‮ باشرناها في‮ منطقة النعامة بتطهيرها من الألغام منذ سنة‮ 2008‮ بتسليم الأشطر الثلاثة للسلطات المدنية لبلدية جنين بوزرق وسنواصل عملنا الدؤوب كذلك في‮ بلدية مغرار حتى ننتهي‮ من عملنا بصفة نهائية ورسمية‮
‮❊ كيف تتم عملية نزع الألغام ؟
-‬‮ عملية نزع الألغام تتم عبر‮ 3‮ مراحل فأما المرحلة الأولى‮ فهي‮ مرحلة الكشف بإستخدام كاشفات الألغام وأما المرحلة الثانية فهي‮ مرحلة النزع والإبطال وأما المرحلة الثالثة‮ الأخيرة فهي‮ مرحلة النقل والتدمير في‮ أفران ترابية‮
‮❊ كم نزعتم لحد الآن من لغم بمنطقة جنين بورزق بعد تسليمكم للأشطر الثلاثة ومتى إنطلقت العملية ؟
-‬‮ في‮ الحقيقة‮ قمنا بعمل جبار حيث عمل جنودنا ليل نهار للإسراع في‮ إتمام عملية تطهير هذه المناطق الملغمة بالرغم من عوامل التعرية والتصحر وإنجراف التربة وكذا العوامل البشرية الأخرى التي‮ تسببت في‮ تغيير موضع الكثير من هذه الألغام وقد توج عملنا بنزع‮ 151641‮ لغم من مساحة إجمالية تقدر بحوالي‮ 4،539‮ هكتار في‮ مدة زمنية قدرها‮ 3‮ سنوات و5‮ أشهر و11‮ يوما وإذا تحدثنا بالتدقيق عن تاريخ إنطلاق عملية التطهير فقد بدأت في‮ 27‮ جويلية سنة‮ 2008‮ لتنتهي‮ في‮ 15‮ جانفي‮ من سنة‮ 2012‮ هذا دون أن ننسى كذلك قيامنا بنزع‮ 20217‮ لغم كان مزروعا في‮ المسلك الذي‮ شيد عليه مشروع السكة الحديدية وهران بشار‮
ونحيطكم علما أن عدد الألغام المزروعة في‮ الحدود الشرقية والغربية‮ يقدر بحوالي‮ 11‮ مليون لغم وهو رقم كبير ويحتاج إلى تضحيات جسام للقضاء عليه وأننا حاليا لم نقم بنزع سوى‮ 70‮ بالمائة حيث نحتاج إلى‮ 10‮ سنوات أخرى للإنتهاء من تطهير كامل التراب‮ الوطني‮ من هذه الألغام اللعينة وهذا طبعا طبقا لإتفاقية أوتاوا الخاصة بنزع الألغام الإنسانية
‮❊ وهل شرعتم الآن في‮ عملية تطهير منطقة مغرار من هذه الألغام ؟
-‬‮ كما سبق وأن أكدنا لكم فإننا لن نتوقف عن مهمتنا النبيلة التي‮ تهدف إلى إرجاع الحياة الإجتماعية والإقتصادية إلى هذه المناطق الملغمة‮ »‬الميتة‮« وحتى‮ نبرز لكم الدور الكبير الذي‮ قمنا به لحد الآن في‮ تطهير هذه المناطق من تلك المتفجرات اللعينة المغروسة منذ أزيد من‮ 50‮ سنة فإن مشروع قطار وهران بشار الجديد الذي‮ دخل منذ مدة حيز الخدمة فإنه لولا جهود قوات الجيش الوطني‮ الشعبي‮ في‮ تنظيف هذا المسلك من الألغام في‮ وقت زمني‮ قياسي‮ لبقي‮ هذا المشروع‮ يراوح مكانه لعدة سنوات لذلك وبمجرد إنتهائنا من تسليم الشطر الثالث من المنطقة المطهرة من الألغام للسلطات المدنية لجنين بورزق حتى إنطلقنا في‮ نزع ألغام بلدية مغرار ونعدكم أننا سننتهي‮ من هذه المهمة في‮ أقرب الآجال حتى نعيد البسمة للمواطنين في‮ هذه المنطقة وأقول لكم بصريح العبارة بأن الحراقين المتواجدين حاليا في‮ كامل الحدود الشرقية والغربية للوطن لتطهيرها من هذه الألغام هم‮ »‬كالشمعة‮« التي‮ تحترق لتضيء على الآخرين وسط الظلام الدامس
‮❊ الأكيد أن الحراقين المجندين حاليا في‮ مختلف المناطق الحدودية الملغمة إكتسبوا الكثير من الخبرة جراء عملهم الصعب والخطير هل قمتم بتنظيم تربصات تطبيقية لهؤلاء الأفراد العسكريين حتى‮ يستفيدوا من الدروس النظرية في‮ هذا المجال ؟
-‬‮ لا أخفي‮ عليكم أن لدينا جنودا أبانوا عن قدرات قتالية كبيرة في‮ مجال نزع هذه الألغام الإنسانية حيث أنهم تمكنوا لحد الآن من نزع وتطهير مساحات كبيرة بالرغم من خطورة المهمة وصعوبة التضاريس‮ ضف إليها عوامل التصحر والتعرية والإنجراف إلخ ولكن هذا لم‮ يمنعنا من إقامة العديد من التربصات بداخل الوطن وخارجه على غرار المدرسة التطبيقية للهندسة ببجاية التي‮ يوجد بها ضباط مؤهلين وإطارات تملك رصيدا معرفيا وعسكريا هاما مكن مفارزنا من إكتساب معلومات نظرية قيمة هذا دون أن ننسى كذلك إستفادتهم من تربصات خارج الوطن بعدة دول أجنبية أخرى نذكر من بينها بلجيكا وحتى‮ سويسرا إلخ لكن بالمناسبة أريد أن أضيف شيء مهما إذا سمحتم‮ ...‬
‮❊ تفضل ؟
-‬‮ أريد أن أنتهز الفرصة كي‮ نشكر كثيرا فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكذا وزارة الدفاع الوطني‮ بإعتبارهما‮ يرجع لهما الفضل في‮ مباشرة هذه المهمة النبيلة التي‮ تهدف إلى إرجاع الحياة لهذه المناطق‮ »‬الميتة‮« بالألغام حيث حرص الفريق ڤايد صالح على ضرورة توفير جميع العتاد العسكري‮ من خوذات واللباس الواقي‮ والأحذية والكاشفات لمختلف‮ الألغام الفردية منها والجماعية ورسكلة وتكوين جنودنا على هذه المتفجرات اللعينة ونعدكم أننا سننتهي‮ من تطهير ترابنا الوطني‮ من جميع‮ هذه الألغام‮ حتى تعود البسمة لجميع الجزائريين القاطنين بالمناطق الحدودية‮
‮❊ وماذا عن جهودكم المتعلقة بالجانب التحسيسي‮ لدى سكان هذه المناطق والبلديات المعزولة المتواجدة قرب خطي‮ شال وموريس،‮ هل قمتم بعدة أعمال‮ توعوية في‮ هذا المجال ؟
-‬‮ صحيح إن العمل التحسيسي‮ ضروري‮ جدا لتفادي‮ وقوع‮ العديد من الإصابات لدى المواطنين العزل لذلك نحن على أتم الإستعداد لتنظيم ندوات ومحاضرات في‮ هذا الشأن حتى نقوم بتوعية الناس ولا سيما الأطفال والرعاة الذين قد‮ يقعوا ضحايا لهذه الألغام الخبيثة التي‮ لا تزال محافظة على صلاحيتها بالرغم من مرور قرابة نصف القرن على زرعها ونستغل هذه المناسبة كي‮ نوجه نداء لكل‮ المواطنين الذين‮ يعثرون على هذه الألغام أن‮ يقوموا في‮ أسرع وقت ممكن بتبليغ‮ السلطات المعنية كالقطاع العملياتي‮ والدرك الوطني‮ للتدخل ونزعها حتى لا تقع أية مشاكل محتملة لأن أفراد الهندسة العسكرية متوفرين ولديهم الخبرة في‮ هذا المجال وقد كان العدد في‮ البداية‮ 70‮ فردا ليرتفع الآن إلى‮ 210‮
‮❊ بماذا تختم هذه الحوار الشيق ؟
-‬‮ في‮ البداية نشكر جريدتكم التي‮ منحت لنا الفرصة كي‮ نجري‮ معها هذا الحوار وأننا أردنا من ورائه أن نبلغ‮ رسالة هامة ونبيلة الهدف منها تحسيس الجزائريين بخطورة هذه الألغام المزروعة من قبل الإستعمار الفرنسي‮ ومدى قدرة وجاهزية أفراد الجيش الوطني‮ الشعبي‮ علي‮ تطهير الحدود منها وأؤكد‮ مرة أخرى أننا على أهبة الإستعداد لمواصلة هذا العمل النبيل وأريد في‮ الختام القول بأن فرنسا الإستعمارية عملت المستحيل للبقاء‮ في‮ الجزائر وكل هذه المخططات المرسومة من قبل قيادتها العسكرية تؤكد ذلك ولكن بفضل إرادة الرجال وشجاعة جيش التحرير الوطني‮ سليل الجيش الوطني‮ الشعبي‮ ها هي‮ بلادنا تسترجع عزتها وكرامتها المنشودتين‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.