شرعت العديد من بلديات العاصمة في حملة تطهير الأرصفة من السلع التي ملأتها من كل جانب والتي ترجع إلى اتباع عادات وسلوكات خاطئة من طرف التجار بإخراج سلعهم ومزاحمتها للمارين بل واستيلائهم على كامل المساحة التي تحاذي محالهم، وهو الأمر الذي عرقل حركة المواطنين خصوصا وأن القانون يخول للتاجر ممارسة نشاطه في حدود محله ويمنع استيلائه على أجزاء تعود للنفع العام على غرار استعمال الطريق. نسيمة خباجة وبعد تمادي أغلب المحلات في اصطفاف سلعهم باختلاف أنشطتها إلى حد عرقلة الطريق وظهور كميات كبيرة من السلع خارج المحلات راحت السلطات المحلية إلى إجبار التجار على إدخال سلعهم وتنظيف الأرصفة من تلك الخردوات لتظهر على صورتها المنظمة، وبالفعل عرفت أغلب الأرصفة في بعض بلديات العاصمة انفتاحا وظهرت أكثر تنظيما على غرار بلديات بئر توتة التي طبقت فيها العملية وبدت الأرصفة فيها خالية بعد أن كانت تشهد ضيقا خانقا أثر على سير المتنقلين، ويبدو أن تطبيق قرار سحب السلع على أصحاب المحلات أحدث انفراجا لفت انتباه الكل خصوصا وأن العملية هي سائرة في العديد من البلديات والدوائر على غرار دائرة سيدي محمد. ولعل من دوافع إقبال الكثير من التجار على ذلك الأسلوب في ترويج سلعهم كان لغاية التشهير بالسلع وهي العادة التي ألفها حتى الزبائن، ومن أجل الظفر بأكبر عدد منهم لاسيما في حال التخفيضات إذ نجد الكثير من المحلات تخرج كمية من السلع متبوعة بقصاصات تبين نسبة التخفيضات مما يؤدي إلى تهافت الزبائن، إذ نستطيع القول إنها عادة من صنع الزبائن إذا نظرنا إلى الجانب الآخر بعد أن ألف الزبائن التبضع عل تلك الطريقة التي كانت وليدة الأسواق الفوضوية وانتقلت العدوى إلى المحلات. التجار: التجارة الموازية دفعتنا إلى الأرصفة بعض التجار الذين اقتربنا منهم رموا باللائمة على أصحاب الطاولات التجارية الفوضوية الذين أعدموا مداخيلهم وصار اهتمام الناس منصبا على السلع التي يعرضونها والتي تكون في غالب الأحيان زهيدة لكن تحمل مخاطر جمة على الصحة، وهو أمر دفعهم إلى استغلال الأرصفة من أجل التشهير بسلعهم بعد ركود تجارتهم والإقبال الكبير للناس على التجارة الموازية بحيث صارت شبه منافسة بين التجار النظاميين والموازيين، وكان الحل استعمال الأرصفة لجذب الزبائن والإعلان عن تخفيضات مغرية لافتكاكهم، الأمر الذي أدى إلى طغيان ظاهرة اصطفاف السلع فوق الأرصفة وتشويهها للمنظر العام وكذا إزعاجها لحركة السائرين بعد أن اتخذها التجار كأداة للتشهير بسلعهم وإعادة زبائنهم. التاجر فاروق من العاصمة مختص في بيع الألبسة قال إنه بالفعل يستغل الرصيف ويضع فيه كمية من الملابس لجذب الزبائن خصوصا مع طغيان الطاولات الفوضوية التي باتت تنافس المحلات النظامية وأثرت كثيرا على نشاطاتها وأدت حتى إلى تكدس السلع والركود مما اضطر التجار إلى إخراج أجزاء من سلعهم بغرض العمل وترويج السلع ليس إلا. وفي الوقت الذي يرى فيه التجار أن استعمال الأرصفة حلا أجبروا عليه رأى المواطنون من مستعملي تلك الأرصفة في ذلك إزعاجا في سيرهم وتنقلاتهم واضطرارهم في كم من مرة النزول إلى الطريق المخصص للسيارات بكل ما يحمله التصرف من خطورة، إذ بين العديد منهم ارتياحهم من تلك القرارات الصائبة في تنظيم التجارة وإخلاء الأرصفة من السلع وطالبوا أن يكون تطبيقها على نطاق أوسع.