عملية إزالة الأسواق الموازية بلغت بولاية قسنطينة أشواط كبيرة حيث تم القضاء على المئات من الخيم المنصوبة وكذا طاولات البيع، لكن خلال الأسابيع الماضية لوحظ عودة انتشار شاحنات بيع الخضر و الفواكه، في حواف الطريق الوطني رقم 03 وتحديدا بالقرب من حي سيساوي، حيث يعمد الباعة الفوضويون إلى ركن مركباتهم، ما يتسبب في عرقلة حركة المرور على مستوى هذا المحور بتشكل طوابير وسط تذمر شديد بين مستعملي الطريق، كما لجأ العديد من باعة الخضر و الفواكه، الذين كانوا ينشطون في منطقتي المنية و بوذراع صالح، لتغيير مقر نشاطهم إلى حي الشراكات و منطقة بن السبع بالقرب من الطريق الوطني رقم 27 المؤدي إلى ولاية جيجل، ما زاد من تعقيد حركة المركبات خصوصا في ساعات الذروة، و هو نفس الملاحظ بالقرب من معبر ماسينيسا و طريق جبل الوحش و كذلك بحي دقسي عبد السلام الذي لم تمنع أشغال النفق من مواصلة هؤلاء بيع سلعهم على مستواه، حيث استعد التجار الفوضويون جيدا للعملية، من خلال وضع تخفيضات لأسعار سلعهم، ما أدى بالكثير من المتسوقين للإقبال على اقتناء ما يحتاجونه، من جهتهم أعرب هؤلاء التجار عن جزعهم حيال ما أسموه “ضياع مستقبلهم”، بحكم عدم مزاولتهم لأي نشاط يقتاتون منه، في السياق ذاته، يطالب هؤلاء التجار من السلطات المسؤولة بتوفير بدائل ناجعة وتمكينهم من مناصب شغل قارة أو بناء أسواق جوارية يفيدون ويستفيدون منها، طالما أنّ شبحهم هو البطالة التي تهدد الكثيرين منهم، وعلى صعيد آخر تركت الإسقاطات التي طرأت على التجارة الفوضوية وطرد باعتها الذين كانوا يشغلون الأرصفة، فرصة استغلها أصحاب المحلات التجارية ليتمكنوا من إتقانهم في إخراج سلعهم من محلاتهم وعرضها على الأرصفة خاصة المنتجات المتعلقة بالأواني، والتي أصبحت في نظر المواطنين خلق آخر للفوضى التجارية، حيث أعرب عديد المارة عن عرقلة حركة السير بسب غزو هذه المنتجات للأرصفة بعدما كانت حكرا على التجار الفوضويين، غير أنه ومن المفروض إدخالها للمحل الخاص بها، وكان أصحاب المحلات قد أبدوا ارتياحهم تجاه ما بادرت به السلطات الأمنية في القضاء على التجارة الموازية، إلا أن هذه الأرصفة لم تسلم من وجود السلع والمنتجات عليها، وحتى المواطنين لم يرتاحوا من العقبات التي تلازمهم، وهو ما عبروا عنه بعدم تنفسهم الصعداء بعد.