من حقّ رؤساء الفِرق الناشطة في البطولة المحترفة المطالبة بإعادة النّظر في تواريخ برمجة المباريات المتبقّية من عمر البطولة، لكن من الضروري الاعتراف بأن الاحتراف في هذا الوطن هو بمثابة مشروع تجسّد على الورق وليس العكس، لأن بلوغ الاحترافية بأتمّ معنى الكلمة يضع الفِرق التي تتداعى بالاحترافية أمام أمر لعب ثلاث مباريات على الأقل في ظرف أسبوعين تماشيا وكون كلّ فريق مشكّل من 25 لاعبا يتلقّون أجرة شهرية تفوق بكثير أجرة وزير قطاع الشباب والرياضة، وبالتالي من الواجب إعادة النّظر في العديد من الإجراءات الإدارية التي من شأنها أن تساهم في بلوغ الاحتراف الذي يضع الكرة الجزائرية في مصاف البلدان الأكثر تحسّنا في مجال (الجلد المنفوخ) وليس التهرّب من الحقيقة المُرّة بطريقة لا تتماشى والأموال الطائلة التي سخّرتها الدولة الجزائرية لتفعيل الرياضة عامّة وكرة القدم بصفة خاصّة. نأمل أن تكون نهاية الموسم الجاري في ظروف مريحة لتعبيد طريق تفادي الأخطاء الكثيرة التي صنعت الحدث طيلة أطوار بطولة الموسم الجاري، لأن بقاء الأمور على حالها يعني المساهمة بطريقة غير مباشرة في تلويث المحيط الكروي وفتح المجال للأطراف التي تحسن السباحة في المياه العكرة لبلوغ ما تسعى إليه من الناحية الشخصية دون الأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامّة التي تساهم في إخراج كرتنا من المأزق الخطير.