يعاني أغلب التلاميذ المتمدرسين بثانوية (الميهوب) في المدية والمدشّنة خلال الموسم الدراسي 2011 - 2012 عديد المشاكل التي عرقلت مسارهم الدراسي، إلى درجة اضطرار بعض العائلات إلى توقيف فلذات أكبادها عن مواصلة الدراسة. تبقى المعاناة حسب أولياء بعض التلاميذ متمثّلة في مشكل النقل المدرسي لاِهتراء المسالك الرّابطة بين القرى النائية ومقرّ البلدية، حيث أصبحت لا تصلح إلاّ لاستعمال الحيوانات في النقل على وجه العموم، أمّا فيما يخص المتمدرسين البالغ عددهم 611 تلميذ، بينهم 341 تلميذة، فإن التلاميذ القاطنين بالقرى النائية ما بين بلديتي مغراوة و(الميهوب) بأقصى شرق المدية يصلون عادة متأخّرين عن موعد انطلاق الدروس الصباحية ويتغيّبون عنها خلال الدروس المسائية للوصول إلى منازلهم قبل حلول الظلام المخيف، حسب شكوى موقّعة بعنوان (معاناة تلاميذ المناطق النائية بثناوية الميهوب) تحصّلت (أخبار اليوم) على نسخة منها. ومن بين المناطق المعنية جهة كدية أسردون بالشمال الشرقي للبلدية المتخامة لبلدية الزبربر بولاية البويرة، على غرار القرى زغار، الشلاّلة، قطرين والبواحة، حيث تصل المسافة الفاصلة إلى 18 كلم لا يمكن للحافلات التي أكل الدهر عليها وشرب عبور المسالك السالفة. وحسب ما أكّده رئيس بلدية (الميهوب) أثناء زيارة (أخباراليوم) فإن حظيرة البلدية تتوّر على أربع حافلات، بينها اثنتان وصفها محدّثنا بالقديمة جدّا (من نوع صوناكوم) وهما دوما في حالة عطب، أين وجدناهما في ذلك اليوم خاضعتين للصيانة، إضافة إلى حافلتين جديدتين لكنهما غير كافيتين للتكفّل بنقل كلّ تلاميذ الإكمالي والثانوي وحتي بعض تلامذة الابتدائي، يضاف إليها نوعية المسالك الرّابط بين مقرّ البلدية والمدارش النائية، ما يؤثّرا سلبا على النتائج المدرسية آخر كلّ موسم دراسي، ختمها رئيس البلدية. وعن الحلول الممكنة أضاف محدثنا: (إننا نقترح مبدئيا النّظام الداخلي لتلامذة القرى النائية بأزيد من 15 كلم، وللتقليل من مشكل النقل المدرسي يتطلّب الحلّ برمجة متوسّطة بمنطقة بروني ذات ما يقارب ال 6000 نسمة تتوسّطها ستّ مدارس إبتدائية، كما تتوفّر على مركز علاج وفرع بلدي سجّل مؤخّرا)، ختمها مير البلدية. وفي اتّصال هاتفي بمدير الثانوية أكّد لنا مدى معاناة تلامذة المؤسسة القاطنين بالمناطق السالفة، مع ملاحظة تسجيل غيابات اضطرارية خلال فترتي الصباح والمساء، وأن الثانوية سبق لها وأن استفادت من مطعم للداخلي السنة الماضية لم تنطلق الأشغال به إلى حد الآن، ليضيف محدّثنا في السياق ذاته: (سبق وأن طرحنا الأمر على الوالي أثناء زيارته للبلدية فكان أن وعدنا بانطلاق الأشغال في أقرب الآجال، والذي من الممكن فتحه أمام التلاميذ أكتوبر القادم). كما أكّد ذات المدير أن مؤسسته ما تزال تفتقر إلى خدمات الإعلام الآلي في عصر التدفّق المعلوماتي في مختلف المراسلات الإدارية، في مقدّمتها (خدمة دفتر المراسلة الرّقمي) المنشأ من قِبل مديرية التربية لولاية المدية رغم توفّر تدفّق خدمة الأنترنت عبر مقاهي الأنترنت لمواطنين خواص. وتبقى معاناة تلامذة هذه البلدية النائية والفقيرة مستمرّة إلى حين استجابة المسؤولين المعنيين لبرمجة النقائص المطروحة بالجهة.