سيكون نهار الغد بداية من الساعة الرّابعة عصرا موعدا لنهائي الطبعة الخمسين لكأس الجمهورية، في مواجهة واعدة ومثيرة تجمع بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر بملعب (مصطفى تشاكر) بالبليدة، في نهائي غير مسبوق ونتيجته غير محسومة على اعتبار أن كلّ فريق يمتلك حظوظا وفيرة لتدعيم رصيده بلقب آخر ومن ثمّة تجديد العهد مع التتويجات، ممّا سيزيد حتما من شراسة التنافس بين الفريقين فوق أرضية ملعب (تشاكر) الذي عرف ترميمات زادت من جماله تماشيا وموعد نهائي (السيّدة الكأس) الذي سيحضره العديد من الشخصيات الرياضية والسياسية يتقدّمهم الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل الذي كلّفه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإعطاء نكهة خاصّة لهذا الموعد الكروي وتقديم (السيّدة الكأس) للفريق الذي سيكون له شرف التتويج في نهائي أسندت مهمّة إدارته للحكَم الدولي محمد بيشاري بمساعدة قوراري وعماري. ي. تيشات تسعى مولودية الجزائر للاستثمار في كافّة الأوراق الرّابحة المتاحة لتعويض تضييع فرصة التتويج بالطبعة الفارطة عقب الخسارة التي تكبّدتها أمام الغريم اتحاد العاصمة ومن ثمّة استعادة الثقة للأنصار الذين يتطلّعون إلى رؤية فريقهم فوق منصّة التتويج رغم صعوبة المأمورية أمام منافس لا يريد هو الآخر تفويت فرصة الظفر ب (السيّدة الكأس) وتأكيد أحقّية الفوز المحقّق في المباراة التي جمعت الفريقين في منافسة البطولة بثلاثية نظيفة، ممّا سيزيد من نكهة المباراة التي من المنتظر أن يعتمد فيها مدرّب (العميد) فؤاد بوعلي على تشكيلة أساسية مدعّمة بلاعبين مؤهّلين من ناحية الخبرة في مثل المواعيد الهامّة لصنع فارق الأهداف، وهو ما يسعى إليه فريق شبيبة القبائل بعد ثلاث سنوات عن آخر تتويج له على حساب اتحاد الحرّاش في عام 2011 بعد ضمان تأشيرة المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا بقيادة المدرّب العائد عزّ الدين آيت جودي الذي سيكون على رأس العارضة الفنّية للشبيبة لثاني مرّة في نهائي منافسة الكأس ولثالث مرّة في مشواره الكروي كمدرّب. الكاميروني إيبوسي القوّة الضاربة لهجوم "الكناري" سيكون المهاجم الكاميروني ألبير إيبوسي القوّة الضاربة لشبيبة القبائل نظرا لقوّته وثقله من الناحية الهجومية، والذي تبني عليه آمالا كبيرة لإحداث فارق الأهداف، خاصّة وأنه يتواجد في أحسن أحواله بفضل المستوى الجيّد الذي أبان عنه والخدمات الجليلة التي قدّمها للفريق هذا الموسم تعتزم إدارة (الكناري) إقناع إيبوسي بتمديد عقده مع الفريق، خاصّة وأن عدّة أندية أوروبية أبدت رغبتها في الاستفادة من خدماته في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وستكون الفرصة سانحة للاّعب الكامروني إيبوسي لتأكيد قوّته وجدارته في المقابلة النّهائية التي يبني عليها أنصار الشبيبة طموحات كبيرة، خاصّة وأن تشكيلة منطقة القبائل قدّمت هذا الموسم مستوى طيّبا مكّنها من بلوغ المقابلة النّهائية من كأس الجزائر وهي تسعى حاليا لاحتلال المركز الثاني في منافسة البطولة. فؤاد بوعلي: "سيناريو مقابلة تيزي وزو لن يتكرّر" أكّد مدرّب مولودية الجزائر فؤاد بوعلي أن عناصره تجاوزوا بشكل كلّي الهزيمة التي تلقّاها فريقه على يد شبيبة القبائل بثلاثية نظفية في البطولة، مؤكّدا بالمقابل أن تشكيلته استخلصت الدروس اللاّزمة من أجل خوض مواجهة الغد بجدّية، مضيفا ابن مدينة تلمسان قائلا: (حقيقة لقد عشنا فترات صعبة بعد هزيمتنا في البطولة أمام شبيبة القبائل، لكن مع مرور الأيّام تمكّن عناصر المولودية من تجاوز تلك الهزيمة واقتنعوا بأن آداءهم لم يكن سيّئا، لكن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبوها هي التي كانت وراء الهزيمة المُرّة التي تجرّعها الفريق، وهي الأخطاء التي يتعيّن على المولودية عدم تكرارها في المقابلة النّهائية من أجل التتويج باللّقب بعدما قمنا بمعاينة هذه المقابلة عدّة مرّات، وقد اقتنع اللاّعبون بأن المنافس لم يكن أحسن منهم رغم الفوز العريض الذي حقّقه، لكن بعض الأخطاء وقلّة التوفيق من جانب المولودية ساعدا الشبيبة على التفوّق بدليل الفرص العديدة التي ضيّعناها)، على حد قول المدرّب فؤاد بوعلي. آيت جودي: "المولودية هي التي يجب عليها أن تخاف" قال المدرّب المشرف على تدريب شبيبة القبائل عزّ الدين آيت جودي: (مقابلة النّهائي لا نلعبها، بل نفوز بها لأننا لا نؤمن إلاّ بالفوز بهذه المقابلة وكلّ احتمال آخر لا يوجد في مخيّلتنا)، مبديا ثقته التامّة في تخطّي عتبة فريق مولودية الجزائر الذي حسبه مطالب بالتخوّف من قوّة شبيبة القبائل وليس العكس، قائلا: (هاجسي الوحيد مرتبط بالحالة الذهنية للاّعبين لأنهم هم من سيكونون فوق أرضية الميدان واستعدادتهم النّفسية وقوّتهم الذهنية ستكون مهمّة جدّا في هذا النّهائي الواعد، لكنني على دارية تامّة بأن الفوز سيكون حليفنا)، وأضاف يقول: (في بعض الأحيان يكون من المستحسن تلقّي ضربة موجعة تساعدك على الاستفاقة والعودة بقوّة)، موضّحا في نفس الوقت قائلا: (إمكانية انتهاء هذه المقابلة بتتويج مولودية الجزائر لا يعني بأيّ حال من الأحوال نهاية العالم بالنّسبة للشبيبة التي قطعت إلى حد الآن مشوارا يحقّ لها الافتخار به باحتلالنا مرتبة مشرّفة في البطولة تسمح لنا بضمان المشاركة في منافسة كأس الكنفدرالية الإفريقية المقبلة). نفاد التذاكر الخاصّة لمناصري شبيبة القبائل في وقت قياسي نفدت التذاكر المخصّصة لمناصري شبيبة القبائل في وقت قياسي بعد طرحها للبيع أمس الثلاثاء بملعب أوّل نوفمبر بتيزي وزو، حيث توافد المناصرون من عدّة نواحي من منطقة القبائل ومن بعض ولايات الوطن في أوقات مبكّرة أمام باب ملعب أوّل نوفمبر بغية الحصول على التذاكر الخاصّة بنهائي هذه المنافسة الشعبية، ممّا جعل المئات من مناصري الشبيبة القبائلية يتجمّعون أوّل أمس الاثنين أمام شبابيك ملعب تيزي وزو اعتقادا منهم أن عملية بيع التذاكر كانت ستنطلق في نفس اليوم. ويذكر أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كانت قد أعلنت من قبل عن تخصيص 11 ألف تذكرة لمناصري الفريقين، لكنها رفعت هذا العدد إلى 12 ألف لكلّ فريق بناء على طلب مسيّري شبيبة القبائل ومولودية الجزائر. تجنيد ما لا يقلّ عن 3500 شرطي لتأمين المباراة اتّخذت المديرية العامّة للأمن الوطني كافّة الترتيبات والإجراءات الأمنية لتأمين النّهائي والسماح للأنصار بالتنقّل من العاصمة وتيزي وزو إلى مدينة البليدة في ظروف مريحة من الناحية الأمنية، خاصّة وأن توتّر العلاقة بين الأنصار المحسوبين على مولودية الجزائر واتحاد البليدة من شأنه أن يساهم في تعكير الأجواء خارج ملعب (مصطفى تشاكر). حيث جاء في بيان للمديرية العامّة للأمن الوطني أن القيادة العليا لجهاز الشرطة تحت الإشراف المباشر للمدير العام للأمن الوطني اللّواء عبد الغني هامل تعمل على توفير كلّ الظروف الأمنية وتسخير كلّ الإمكانيات اللاّزمة لإنجاح عرس نهائي كأس الجمهورية، مضيفا أنه (تمّ بالمناسبة تسطير خطّة أمنية يتمّ إطلاقها 24 ساعة قبل انطلاق المباراة، وهو ما أكّده مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامّة بالمديرية العامّة للأمن الوطني عميد أوّل للشرطة جيلالي بودالية الذي أضاف أنه وللسّهر على تأمين المباراة تمّ تجنيد 3500 شرطي من مختلف الرتب، منهم 19 وحدة جمهورية للأمن، 05 وحدات للتدخّل السريع و20 فرقة متنقّلة للشرطة القضائية وفرقة الأنياب، بالإضافة إلى طائرتين مروحيتين لتوفير السلامة الأمنية بمدينة البليدة من خلال الاستكشاف الجهوي والاتّصال المباشر مع الوحدات العملياتية. إدارة بوملّة تعِد لاعبيها بمنحة لا تقلّ عن 100 مليون سنتيم وعدت إدارة مولودية الجزائر برئاسة رئيس مجلس الإدارة المسيّرة بوملّة أشبال المدرّب فؤاد بوعلي بمنحة مُغرية لا تقلّ عن 100 مليون سنتيم لكلّ لاعب، بالإضافة إلى هدايا قيّمة في حال تخطّي عتبة شبيبة القبائل والظفر ب (السيّدة الكأس)، الأمر الذي رفع أكثر من معنويات زملاء اللاّعب حاج بوفاش الذي يعوّل عليه كثيرا للمساهمة في صنع فارق الأهداف وإهداء الكأس للأنصار الذين يتطلّعون إلى عدم تكرار مهزلة الطبعة الفارطة حينما رفض اللاّعبون القيام بالمراسيم الرّسمية ومصافحة الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل وأعضاء الطاقم الحكومي بطريقة غير حضارية، الأمر الذي جعل إدارة بوملّة تحذّر اللاّعبين وتطالبهم بضرورة الاعتراف بالخسارة في حال تبخّر حلم التتويج ب (السيّدة الكأس).