إن الفؤاد لتفطر حزناً وألماً على محنة أشقائنا المسلمين المستضعَفين في إفريقيا الوسطى، الذين يفتك بهم عبدة الصليب أدعياء _ المحبة_ الذين يفترون على المسيح _ عليه السلام _ أنه قال: من ضربك على خدّك الأيمن فَأَدِرْ له الأيسر!! وأنه قال: أحبوا مبغضيكم وباركوا لَاعِنِيكُم!! يقتلونهم ويطاردونهم لإخراجهم من ديارهم: وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد!! يقترفون جرائمهم الخسيسة ومجلس الظلم الدولي يستمتع بمشاهد اللحم البشري المحترق، وقوات فرنسا-أم الأنوار ومنبع العلمنة المتطرفة-تتابع المشهد الفظيع عن كثب، بل إن قواتها الفاجرة تبذل العون لفرق الموت الصليبية المتوحشة..ويساند الإبادة الهمجية 5000 من قوات _ حفظ السلام _ الإفريقية، الآتية من بلدان جرى تسليط المتنصرين المتشددين عليها بالحديد والنار!! 1/5 سكان جمهورية إفريقيا الوسطى وجميعهم مسلمون-تم تشريدهم من ديارهم حتى الآن بحسب تقارير المنظمات الغربية نفسها!! وترجّح إذاعة بي بي سي أن تخلو هذه الدولة من جميع مواطنيها المسلمين خلال أسبوعين أو ثلاثة، إذا استمر معدل الإرهاب الصليبي هناك على وضعه الراهن!! ولأن إبادة المسلمين باتت نمطاً سائداً برعاية يهودية وصليبية من ميانمار إلى العراق فالشام وأفغانستان والفلبين، فلم يكن أمام دمية المسرح الأممي بان كي مون، إلا أن يبدي قلقه المضحك المبكي، مشفوعاً بجرعة من التزوير ضرورية، فهو يسمي مذابح الصليبيين لمسلمي إفريقيا الوسطى (تطهيراً عرقياً) مع أن التطهير ديني محض ولا صلة له بأي اعتبارات عرقية أو قبلية!! وحتى منظمة العفو الدولية _أمنستي_ ترفع صوتها بضرورة وقف مجازر هذا البلد لكنها تجاري افتراءات كي مون، ذلك أن القوم يغصون عندما يصل الأمر إلى الاعتراف بحقيقة حقدهم الصليبي المقيم، بالرغم من مئات السنين من تجارة العلمانية الكاذبة الخاطئة.. وأما الرئيسة التي نصبها القوم كأداة مؤخراً فتمضي شوطاً أبعد، فهي تحتج على أكذوبة التطهير العرقي، وتصر على أن المذابح المستعرة ليست سوى (مشكلة أمنية)!! والسؤال الأشد إيلاماً يقول: وأين هم المسلمون الذين يقترب تعدادهم الغثائي من ربع البشرية؟ وما موقف زهاء خمسين حكومة تقود شعوباً مسلمة؟ ومبعث الأسى في السؤال أنه لو كان هنالك مسلمون حقاً بهذه الأعداد والطاقات الهائلة، فهل كان الأعداء يبلغون ما بلغوه من وقاحة في إبادة الشعوب والأقليات المسلمة جهاراً نهاراً؟ أليس مخزياً لهذه الحكومات البائسة أنها لم تستنكر حتى بالكلام ولم ترفع شكوى عقيمة وشكلية إلى مجلس الإرهاب الدولي؟! بل إن الحقيقة أشد سواداً فأكثر تلك الحكومات تتطوع بالفتك في شعوبها لخدمة أعداء الله، لكنها تسميهم (إرهابيين) لكي تؤدي واجبات الخيانة تحت قناع بات مكشوفاً حتى لعميان البصر.. إن ما يجري منذ عشرات السنين ويكاد يبلغ ذروته اليوم، هو محاصرة الإسلام في شمال إفريقيا، لمنعه من الانتشار جنوبي الصحراء الكبرى.. وليرجع من شك في ذلك إلى الخطط التنصيرية المعلنة في مؤتمرات المنصرين وليقرأ ما خطط له الإنجليز لسلخ جنوب السودان منذ 140 عام. فما لنا والحال هكذا، ألا نقول مع أبي البقاء الرندي عندما بكى سقوط الأندلس قبل خمسة قرون: تبكي الحنيفية البيضاء من أسفٍ *** كما بكى لفراق الإلف هيمانُ على ديارٍ من الإسلام خاليةٍ *** قد أقفرتْ ولها بالكفر عمران حيث المساجدُ قد صارت كنائسَ ما *** فيهن إلا نواقيسٌ وصلبان حتى المحاريب تبكي وهي جامدة *** حتى المنابر ترثي وهي عيدان كم يستغيث بنا المستضعفون وهم *** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ماذا التقاطع في الإسلام بينكمو *** وأنتم يا عبادَ اللهِ إخوان ألا نفوسٌ أَبِيَّاتٌ لها هممٌ *** أما على الخير أنصار وأعوان يامن لذلة قوم بعد عزهم *** أحال حالهم كفر وطغيان وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت *** كأنما هي ياقوت ومرجان يقودها العلج للمكروه مكرهة *** والعين باكية والقلب حيران لمثل هذا يذوب القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان.